بعد حادثة تفجير الطائرة الروسية في شرم الشيخ في مصر وبعد اسقاط القوات التركية للطائرة الحربية الروسية وبعد الحظر الذي فرضته السلطات الروسية على مجيء السياح الروس الى هذين البلدين اتجهت الانظار الى لبنان لعل رب ضارة نافعة ام اننا ما نزال ملوك الفرص الضائعة كما يردد دائما رئىس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الاشقر.
لماذا لم تتحرك السلطات اللبنانية لجذب السائح الروسي الى لبنان خصوصا ان المقومات السياحية في مصر وتركيا هي تقريبا مشابهة للمقومات السياحية في لبنان ان من حيث المناخ او من حيث الشواطئ التي تجذب هذا السائح الروسي الذي «يهرب» من الطقس البارد جدا في روسيا هذه الايام خصوصا ان الارقام تتحدث عن عشرات الالوف من السياح الروس الذين كانوا يقصدون هذين البلدين.
جرت محاولات عدة لجذب السائح الروسي منذ سنوات الا ان هذه المحاولات باءت بالفشل لأسباب لم تعرف حتى الان رغم توقيع اتفاقيات ثنائىة للتبادل السياحي ورغم محاولات بعض مكاتب السفر والسياحة القيام ببعض المحاولات حيث عمد البعض الى استضافة عدد من مكاتب السفر والسياحة الروسية.
لكنها كانت محاولات تسمية ولم يكتب لها الاستمرارية واليوم يجدّد امين عام اتحاد النقابات السياحية جان بيروتي الدعوة الى مكاتب السفر والسياحة في بيلا روسيا لزيارة لبنان والاطلاع على المناخ السياحي في لبنان، وهو كان قد زار هذا البلد ضمن الوفد الذي ترأسه محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب.
وكان ضمن الوفد رئيس نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني رامي حيث لاحظ اهتماما للتبادل السياحي بين البلدين.
لكن بيروتي يؤكد انه لا يمكن جذب السائح الروسي لان البنية التحتية للقطاع السياحي لا تستوعب الاعداد الكبيرة من السياح الروس الذين يتوافدون بشكل منظم وضمن رزم سياحية تشمل تذكرة السفر والاقامة والرحلات وهذا غير متوفر في الظروف الحالية حيث يبلغ عدد الغرف في الفنادق 20 ألف غرفة اضافة الى ذلك فإن اسعار تذاكر السفر ما تزال مرتفعة رغم المحاولات التي اجريناها لتخفيضها من اجل جذب اكبر عدد من السياح.
ويضيف بيروتي: من المعروف ان السائح الروسي تجذبه الشواطئ التي كان يقصدها في تركيا وشرم الشيخ، بينما شواطئنا اغلبيتها صخرية وما يتوفر لا يمكنه استيعاب هذا العدد الكبير من السياح الروس في حال رفع الحظر وتم الاتفاق على التبادل السياحي بين البلدين وبشكل رسمي ومعقول.
واعترف بيروتي ان سياحتنا في لبنان لا تتناسب مع السياحة الروسية خصوصا ان السائح الروسي ليس مقبولا عند بعض اللبنانيين في ظل الانغماس الروسي في الحرب السورية لذلك فإن الاتجاه هو نحو الاسواق التي تتناسب مع سياحتنا ومنها باتجاه المغرب العربي كتونس والمغرب والجزائر وباتجاه مصر والاردن اضافة الى الجاليات اللبنانية المنتشرة في العالم وهي تدرك جيدا الاوضاع اللبنانية بكل تفاصيلها.
وحول الحديث عن توقع مجيء عدد كبير من السياح الصينيين الى لبنان في العام 2016 استبعد بيروتي ذلك لان الاتصالات مستمرة مع الجانب الصيني منذ فترة طويلة ولم نصل الى اي نتيجة بالاضافة الى ان الصينيين في حال جاؤوا الى لبنان فإن ذلك يكون ضمن سلة متكاملة وتشمل عدة دول منها الاردن ومصر وغيرها.
ولا تستبعد مصادر سياحية مطلعة ان تجري اتصالات سريعة بين المسؤولين في لبنان واتحاد وشركات السياحة الروسية من اجل بلورة اتفاق ثنائي للتبادل السياحي مع العلم ان 75 الف سائح روسي كانوا يتواجدون في شرم الشيخ ابان اسقاط الطائرة الروسية واكثر من 100 الف سائح روسي ابان اسقاط الطائرة الحربية الروسية سوخوي 24 من قبل تركيا. وقد تم الغاء حجوزات لقرابة 10 ألاف شخص كانوا ينوون قضاء عطلات رأس السنة في المدن التركية.
وتسعى شركات السياحة الروسية الى ايجاد بدائل لمصر وتركيا لكنها تواجه مشاكل عديدة اهمها ارتفاع الاسعار في الاسواق البديلة للطبقة السياحية الروسية المتوسطة.
وتشير احصائىات العام 2014 الى ان تركيا كانت تستقطب اكثر من 3 ملايين سائح روسي في حين كانت تستقطب مصر اكثر من مليوني ونصف المليون سائح روسي…
تخيلوا لو ان هذا العدد انتقل الى لبنان؟ مع العلم ان هذا البلد السياحي الممتاز يصل عدد سياحه الى اكثر من مليون سائح سنويا فهل نلتقط الفرصة ام نحن ما نزال ملوك الفرص الضائعة.