أكد القيادي في تيار المستقبل النائب السابق د.مصطفى علوش ان النائب سليمان فرنجية ليس مرشح تيار المستقبل كما يحلو لبعض الجهات السياسية والاعلامية تسويقه في محاولة يائسة ورخيصة منها لدق اسفين بين قيادات قوى 14 آذار، انما هناك حراك سياسي وطني يقوده الرئيس سعد الحريري لانهاء الشغور المتعمد في سدة الرئاسة وانتشال المؤسسات الدستورية من مستنقع الشلل والتعطيل، وذلك من خلال التفاهم مع النائب فرنجية على ملاقاة قوى 14 آذار وسط الطريق والمضي بخطوات كبيرة وثابتة تشجع مكونات الاخيرة على انتخابه رئيسا للجمهورية.
ولفت علوش، في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية، الى ان فرنجية لم يكن اساسا على رأس قائمة المرشحين للرئاسة بقدر ما كان مرشحا متساويا بالحظوظ مع حليفه العماد عون، الا ان الحراك السياسي المشار اليه اعلاه رفع من منسوب حظوظه، لكن سرعان ما قطع عليه حزب الله الطريق بذريعة واهية الا وهي “الاولوية للعماد عون”، ما يعني من وجهة نظر علوش ان من تسبب في تدني حظوظ فرنجية هم حلفاؤه اكثر مما هم اخصامه في قوى 14 آذار، وذلك باعتراف فرنجية نفسه عقب اجتماعه بكل من العماد عون والسيد حسن نصرالله.
وردا على سؤال، لفت علوش الى ان خلفية اقتراح الرئيس الحريري بترشيح فرنجية تندرج في سياق رؤية الحريري الشاملة لاوضاع المنطقة الاقليمية واستشرافه المخاطر التي ستتحكم بالساحة اللبنانية حال بقاء الشغور في سدة الرئاسة، اذ ان المخاوف الحقيقية تكمن من وجهة نظر الرئيس الحريري بمرحلة ما بعد التسوية الدولية المقبلة الى المنطقة والتي ستحمل معها تغييرات جذرية قد تصل الى حد قيام انظمة فيدرالـــية في كل من سورية والعراق، حتى اذا ما اتت هذه التسوية وكان للبنان رئيس للجمهورية سيتمكن اللبنانيون من خلال المؤسسات الدستورية من حماية وحدة الدولة ومنطق الطائف والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
اما لماذا رسا الاقتراح على فرنجية وليس عون، فالمعادلة من وجهة نظر علوش بسيطة ولا تحتاج الى تبصير وقراءة فنجان، وهي ان العماد عون لا يقل عن فرنجية انتماء الى النظام السوري، بدليل انه زار الاسد في ديسمبر 2008 لتأكيد تحالفه مع ما يسمى بمنظومة الممانعة، وقدم لها في لبنان ما لم يقدمه لا فرنجية ولا غيره من مسيحيي قوى 8 آذار، ناهيك عن ان عون ذهب الى حد التجريح بقيادات تيار المستقبل مستعملا الفاظا وعبارات واتهامات مهينة في سياق توصيف عدائه للرئيس الحريري،
وهي الفاظ لم يستعملها فرنجية حتى في ذروة التوتر السياسي بينه وبين تيار المستقبل، معتبرا بالتالي ان اللون السياسي والانتماء لفرنجية واحد لا يتبدل في كل الظروف والحالات وباستطاعة اخصامه الركون الى وعوده وعهوده، فيما العماد عون متعدد الالوان ومتقلب المزاج ويبدل لونه السياسي بحسب تدل المعطيات والظروف.
في سياق متصل، ختم علوش مؤكدا انه واهم من يراهن على فك التحالف بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، مشيرا الى ان العلاقة بين الطرفين مثمنة وهي اكثر من عادية وتعتبر المدماك الاساسي لبناء لبنان القوي والموحد، معتبرا ان الاختلاف في وجهات النظر على المستوى التكتيكي ليس جديدا وهو اختلاف صحي بين فريقين سياديين تعاهدا على العبور الى الدولة، مؤكدا بالتالي ان الخوف على التحالف بين القوات والمستقبل يعني الخوف على لبنان الذي رسمت صورته ثورة الارز وحلم به اللبنانيون.