أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي أن سلاح الجو يولي خلال عملياته في سوريا اهتماما بالغا لقطع مصادر تمويل الإرهابيين في سوريا.
وتحدثت هيئة الأركان العامة في مؤتمر صحفي عن نتائج عمل سلاح الجو الروسي في سوريا للعام 2015، وأعلنت أن الغارات الروسية منذ بداية العملية في أواخر أيلول على مواقع الإرهابيين في سوريا، أسفرت عن تدمير قرابة ألفي ناقلة نفط.
وعرض الفريق سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية خلال المؤتمر شريطا مصورا يثبت أن شاحنات النفط لا تزال تعبر الحدود السورية التركية من دون أي عوائق.
وتابع الفريق أن الطائرات الحربية خلال الأسبوع الماضي قامت بتدمير 37 منشأة خاصة باستخراج وتكرير نفط كان إرهابيون يستخدمونها في سوريا، بالإضافة إلى استهداف 17 قافلة من صهاريج نقل النفط.
وأضاف أن الإرهابيين في محاولة لتجنيب قافلاتهم النفطية الاستهداف من قبل سلاح الجو الروسي، يبحثون عن طرق جديدة لتهريب الخام. ومن مثل هذه المسارات الجديدة التي اعتمدها الإرهابيون في الآونة الأخيرة، الطريق المؤدي من المناطق التي يسيطر عليها “داعش” في ريف دير الزور إلى الموصل وزاخو العراقيتين، عن طريق مخفر تل صفوك.
وقال رودسكوي إنه رغم الطريق “الالتفافي” الطويل للتهريب، تبقى الأراضي التركية نقطة الوصول للنفط الذي يبيعه “داعش”، موضحا أن إدخال النفط إلى تركيا يتم عبر مخفر قرب بلدة زاخو العراقية.
كما نشرت هيئة الأركان الروسية صورا فضائية للمناطق في محيط زاخو تظهر تواجد قرابة 12 ألف ناقلة نفط في الشريط الحدودي بين تركيا والعراق.
وأوضح رودسكوي أن 4530 ناقلة نفط كانت متواجدة في الأراضي التركية في وقت التقاط الصور، فيما بقيت 7245 ناقلة أخرى في العراق.
وأشار إلى أن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية الروسية خلال السنوات الماضية، تظهر تراجعا حادا في عدد الناقلات التي تقل النفط من سوريا إلى منشأة تكرير”باتمان” التركية وإلى الريحانية والإسكندرونة.
وقال: “يجري نهب ثروات سوريا بصورة مباشرة، أما العائدات من التهريب، فيتم تحويلها لتمويل داعش”. ولذلك يعتبر أي بلد يشارك في هذا المشروع الإجرامي معونا للإرهاب الدولي”.
وجدد رودسكوي استعداد وزارة الدفاع الروسية لتقديم إحداثيات مواقع “داعش” والمنشآت النفطية التابعة له للتحالف الدولي المناهض للإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة.
كما ذكرت هيئة الأركان الروسية أن مجموعة الطائرات الحربية الروسية في سوريا نفذت أكثر من 5 آلاف طلعة قتالية ضد مواقع الإرهابيين منذ بداية العملية العسكرية الروسية في هذه البلاد.
وقال رودسكوي: “منذ 30 أيلول نفذت مجموعة الطائرة الروسية في سوريا 5240 طلعة قتالية، بما في ذلك 145 طلعة قامت بها قاذفات وحاملات صواريخ من سلاح الجو الاستراتيجي بعيد المدى”.
وأوضح أنه من أجل الكشف عن مواقع الإرهابيين، تبنى العسكريون الروس نظام استطلاع معقدا يضمن رصد الأهداف بدقة قبل ضربها.
وأكد أن وزارة الدفاع الروسية على اتصال دائم بقيادة الجيش السوري وفصائل المعارضة الوطنية من أجل الحصول على معلومات إضافية حول مواقع الإرهابيين.
وتابع أنه بعد إجراء عملية استطلاع إضافية للتحقق من المعلومات المقدمة من المصادر السورية يتم اتخاذ القرارات بشن الغارات.
وكشف رودسكوي أن سلاح الجو الروسي وجه يوم الخميس 24 كانون الأول 189 ضربة إلى مواقع الإرهابيين.
وأضاف أن 142 غارة جاءت وفق للخطة المعتمدة مسبقا، أما الغارات الـ47 الأخرى، فنفذتها الطائرات الروسية ضد أهداف تم الكشف عنها خلال المناوبة القتالية.
وأكد أنه بفضل الدعم الجوي الروسي يواصل الجيش السوري وفصائل المعارضة الوطنية هجماتهما على العصابات الإرهابية على جميع الجبهات، مضيفا أن أبرز النجاحات تم تحقيقها في أرياف حلب واللاذقية ودمشق.
وبشأن الوضع في ريف حلب، قال رودسكوي إن القوات الحكومية تواصل توسيع منطقة الأمن حول مطار كويرس بالتزامن مع التقدم على المسار الجنوبي الغربي نحو ريف إدلب.
وذكر أنه تم تحرير 5 بلدات في ريف حلب من تحت سيطرة الإرهابيين خلال الأسبوع الماضي.
وفي ريف اللاذقية، يشن الجيش السوري هجمات على الإرهابيين على الاتجاهين الشمالي والشرقي، إذ أشار رودسكوي في هذا الخصوص إلى فرض الجيش السوري سيطرته على جبل النوبة الاستراتيجي.
وفي ريف دمشق استعاد الجيش السوري سيطره على بلد مرج السلطان ويواصل هجماته ويضيق الخناق على العصابات في زبدين والنشابية ونولة ودوما، بالتزامن مع اتخاذ إجراءات رامية إلى استعادة استقرار الوضع على الاتجاهات الأخرى.