يأمل المستثمرون في دولة الإمارات العربية المتحدة أن تعاود أسواق الاسهم انتعاشها خلال عام 2016، بعد أن هيمن الاتجاه التراجعي للأسعار على معظم فترات عام 2015، نتيجة تضافر مجموعة من العوامل وفي صدارتها محدودية السيولة، تأثير مبيعات الهامش وتدني شهية المستثمرين، إلى جانب العوامل النفسية المرتبطة بانخفاض أسعار النفط.
ويترقب المستثمرون اليوم نتائج الربع الرابع من العام الحالي، والتي يتوقع أن تحدد إتجاهات الأسعار خلال الربع الأول من عام 2016، والتي يتوقع أن تكون متباينة بشكل كبير..
ففي حين يتوقع أن تظهر النتائج السنوية للبنوك وبعض الشركات العقارية نمواً بالمقارنة مع العام الماضي، فإن الأنظار تتركز على الشركات التي أعلنت عن تحقيق خسائر فصلية كبيرة (مثل أرابتك ودريك أند سكل)، خاصة وأن إتجاه سهم أرابتك يمكن أن يؤثر على نفسيات المستثمرين.
وبينما يؤكد محللون أن الأسعار المتدنية الحالية للأسهم تأخذ بعين الاعتبار التوقعات باستمرار مراوحة أسعار النفط عند مستويات تراوح حول 40 دولاراً خلال الشهور الأولى منعام 2016 ، فمن المرجح أن تنعغكس أية تحركات حادة لأسعار النفط سواء باتجاه الأعلى او الأسفل على أسواق الأسهم المحلية.
وإلى جانب ذلك يتوقع أن يعاود المستثمرون تركيزهم على أداء وأرباح وتوزيعات الشركات، الأمر الذي سينعكس على الأسعار الفردية بشكل مباشر.
أبرز العوامل التي شكلت ضغوطاً على أسعار الأسهم
ضعف السيولة
شكل ضعف السيولة أحد أبرز ملامح أسواق الأسهم المحلية خلال عام 2015، وقد هبطت أحجام التداول خلال بعض الجلسات إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات عدة الأمر الذي عكس عزوف المستثمرين عن الشراء والاكتفاء بمراقبة التطورات.
التأثير النفسي لانخفاض أسعار النفط
على الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد من أقل الدول النفطية تأثراً بتدهور أسعار الخام العالمية، نظراً لنجاحها في تنويع بنيتها الاقتصادية (وهو ما يتجسد في تدني مساهمة النفط في الناتج المحلي الإجمالي)، وامتلاكها لاحتياطات واستثمارات مالية ضخمة، إلا أن هبوط أسعار النفط العالمية، أثر بشكل ملحوظ على نفسيات المستثمرين خلال عام 2015.
الخسائر الضخمة غير المتوقعة لشركات رئيسية
حفِل العام الجاري بإفصاحات مالية فصلية سلبية لشركات مساهمة، كان من أبرزها إعلان شركتي أرابتك ودريك أند سكل عن خسائر أعلى من المتوقع.
تصاعد عدد الأسهم التي تقل أسعارها عن درهم
سجلت القيم السوقية لأسعار الأسهم هبوطاً ملحوظاً خلال العام الحالي توج بتدني العديد منها دون مستوى القيمة الإسمية.
مبيعات الهامش
شكلت مبيعات الهامش، أحد أهم عوامل الضغط التي سرعت من هبوط أسعار الأسهم المحلية خلال عام 2015، ففي ظل محدودية أحجام التداولات، كان تأثير مبيعات الهامش مضاعفاً، حيث ساهم تراجع أسعار الأسهم في تكثيف عمليات تسييل الأسهم المرهونة لدى البنوك كضمان لتسهيلات الهامش التي منحتها لعملائها.
الاستثمارات الأجنبية
على الرغم من أن العديد من الأسواق الناشئة شهدت خروجاً مكثفاً للاستثمارات الدولية، بسبب القلق من أداء الاقتصاد الدولي بشكل عام، وتصاعد المخاوف من حدوث أزمة مالية عالمية جديدة، لم تكن هناك مؤشرات على خروج استثمارات أجنبية كبيرة من الأسواق المالية لدولة الإمارات.