Site icon IMLebanon

برلين عاصمة للمشروعات الناشئة في أوروبا

Startup-berlin-germany
وصف عمدة سابق للعاصمة الألمانية برلين، المدينة قبل فترة من الزمن بأنها مدينة فقيرة لكنها جميلة الا ان صورة برلين تغيرت بسرعة خلال السنوات الأخيرة مع ازدهار نشاط المشروعات الناشئة فيها وهو ما ساهم في تغيير شكل اقتصاد المدينة.

وفيما تتطور المدينة الالمانية بشكل ملحوظ لتكون وجهة للأعمال في القارة العجوز تتزايد موجات الرفض لاستثناء اللاجئين من الحد الأدنى للأجور والذين تتراوح تقديرات الخبراء بشأن وجودهم وتأثيرهم على النمو الالماني ما بين مؤيد يرى أن الشباب الوافد يرفد سوق العمل بطاقات واعدة، ومعارض لا يعول على تواجدهم كثيراً في تحسين مؤشرات الاقتصاد الاكبر في أوروبا، حيث يرى 16% فقط من الألمان في اللاجئين فرصة اقتصادية لبلادهم.

والآن يقول العمدة الحالي لمدينة برلين ميشائيل موللر إنها أصبحت مدينة جميلة وذكية مع تدفق الاستثمارات على قطاع الاقتصاد الرقمي فيها بما جعلها عاصمة للمشروعات الناشئة على مستوى أوروبا.

جذب التدفقات

وخلال النصف الأول من العام الحالي جذبت المشروعات الناشئة في برلين استثمارات بلغت 4ر1 مليار يورو (6ر1 مليار دولار) لتتفوق العاصمة الألمانية على منافستها العاصمة البريطانية لندن التي جذبت 1ر1 مليار

يورو فقط خلال الفترة نفسها بحسب تقرير صادر عن مؤسسة إرنست أند يونج للاستشارات المالية والإدارية.

يذكر أن زيادة الاستثمارات في المشروعات الناشئة في برلين عنها في لندن يمثل مفاجأة كبيرة نظراً لأن العاصمة البريطانية مازالت تعتبر أكبر مركز مالي في أوروبا.

ويتوقع «الاتحاد الألماني للمشروعات الناشئة» أن يوفر هذا النشاط حوالي 50 ألف فرصة عمل جديدة في مختلف أنحاء ألمانيا خلال العام المقبل، حيث سيكون النصيب الأكبر منها في برلين التي تستحوذ على نصف عدد المشروعات الناشئة التي تقام في ألمانيا.

وقال فلوريان نويل رئيس الاتحاد إن «دور المشروعات الناشئة كماكينة لتوليد الوظائف يكتسب زخما» مستمرا.

فرصة اقتصادية

وأظهرت نتائج أحدث استطلاعات الرأي أن تدفق اللاجئين يحظى بحماس أقلية ضئيلة من الألمان.

ووفقاً لنتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد «إبسوس»، فقد اتفق 16% فقط من الألمان مع مقولة: «موجة اللاجئين ستجلب إلينا فرصاً اقتصادية أكثر من المشاكل». ولم يتفق مع مقولة إن «صورة ألمانيا في العالم تحسنت باستقبالها للكثير من اللاجئين» سوى 20% فقط من الألمان، وقد وصلت نسبة المتفقين مع هذه المقولة في غرب ألمانيا إلى 22% فيما تدنت هذه النسبة في شرق البلاد إلى 12%.

وقد وصلت هذه النسبة إلى 32% في الشــــريحة العــمرية بين 14 إلى 17 عاماً.

يشار إلى أن هذا الاستطلاع أجراه المعهد لصالح هورست أوباشوفسكي الباحث في مجال المستقبل بمدينة هامبورج والذي يرى أن الهجرة إلى ألمانيا لا تشكل بالضرورة إشكالية بالنسبة للبلاد إذا توافرت مبادئ واضحة للتعايش كما هو الحال في الولايات المتحدة، وساق مثالاً على ذلك شركات أميركية ناجحة يعمل لديها موظفون من 80 جنسية مختلفة.

وكشفت نتائج الاستطلاع أن 56% ممن شملهم الاستطلاع متفقون مع مقولة إن «الساسة لم يرتقوا لمستوى تحديات العصر» وأشار أوباشوفسكي إلى تزايد فقدان الثقة بصورة عامة في الساسة.

جدل

الى ذلك عارض رئيس الوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا فرانك ـ يورجن فايزه مطالب بعض الأوساط الاقتصادية باستثناء اللاجئين من تطبيق الحد الأدنى للأجور.

وقال فايزه في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه يتعين أن يحصل اللاجئون مثل أي عاملين آخرين منذ البداية على الحد الأدنى للأجور المنصوص عليه في القانون، وهو 8.5 يورو عن كل ساعة عمل.

وذكر فايزه أنه لا يتعين على أصحاب الشركات أن يطرحوا على أنفسهم السؤال: «كيف يمكنني الالتفاف على الحد الأدنى للأجور؟»، بل يتــــعين أن يسألوا أنفسهم: «ما الذي يمكنني فعله لإلحاق أشخاص بسوق العمل وفقاً للشروط الواردة؟»