لم تمنع عطلة عيد الميلاد وعطلة نهاية الأسبوع الرئيس سعد الحريري من استكمال “تزخيم” مسعاه لدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، في وقت ينسجم فيه خطاب البطريرك بشارة الراعي مع المسعى الحريري، مخلّفاً امتعاضاً قواتياً وعونياً تمثّل في غياب رئيس “تكتّل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن تهنئة الراعي بالميلاد. ومن ذكرى اغتيال الوزير السابق محمد شطح أمس، عادت قوى “14 آذار” إلى الخطاب القديم ــ المتجدّد على لسان الرئيس فؤاد السنيورة، في حضور جعجع، بالهجوم على حزب الله، والتأكيد على “مشروع 14 آذار ووحدتها”.
وعلمت “الأخبار” أن الحريري يعمل على توسيع دائرة المؤيدين لفرنجية، خصوصاً في الوسط النيابي المسيحي. فبعد الغداء الذي جمع زعيم المردة بالنائب بطرس حرب الأسبوع الماضي، أجرى النائب روبير غانم اتصالاً هاتفياً بفرنجية أبلغه فيه دعمه، لكنه أوضح أنه لن يدعمه علناً قبل اكتمال المسعى لأسباب تتعلق بقاعدته الانتخابية المسيحية في البقاع الغربي. وأشارت المعلومات إلى أن الحريري لا يزال يواصل اتصالاته في شأن ترشيح فرنجية، وأن بكركي ليست بعيدة عن هذه الاتصالات. وفيما حاول الراعي، في عظة الأحد أمس، التمييز بين دعمه المسعى واسم الشخص المطروح، أكد عدد من زوار بكركي في اليومين الماضيين أن البطريرك الماروني في صدد الإعداد لخطوة متقدمة لدعم المسعى، وأنه أكّد أمام زواره اقتناعه بأنه مدعوم دولياً. وفيما لم تتضح طبيعة خطوة الراعي، عُلم أنه حاول عقد لقاء للأقطاب الموارنة الأربعة، لكن عون وجعجع، بحسب المعلومات، أسقطا فكرة الأقطاب الأربعة التي “لم يعد لها وجود في حساباتهما، لأن جعجع أعلن ترشيحه وعون أعلن ترشيحه فقط قبالة جعجع، ما يعني حصر الأمور الرئاسية بينهما”. وترك غياب عون وجعجع عن بكركي لمعايدة الراعي أسئلة عدّة، لا سيّما أن جعجع حضر إلى مسجد محمد الأمين في وسط بيروت للمشاركة في ذكرى اغتيال شطح، وبعد المقدمة النارية لقناة “أو. تي. في.” قبل يومين ضد الراعي.