اشارت أوساط واسعة الاطلاع لصحيفة “الراي” الكويتية، الى ان رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري الذي تجرّع القرار الصعب بالمبادرة الى مفاتحة رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، وهو الشخصية اللصيقة بـ”حزب الله” والرئيس السوري بشار الاسد، بإمكان دعم ترشحه للرئاسة ودخوله في تفاوض عميق في هذا الشأن، لن يتراجع عن الخيار الذي يعتقد انه أقصر طريق لوقف انهيار الدولة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعدما تعذّر هذا الأمر على مدى 19 شهراً.
ورأت الاوساط ان خيار فرنجية لم يعد يكتسب جدّيته من تصميم الحريري فحسب، بل هو صدى لتفاهم سعودي – فرنسي ويحظى بغطاء اميركي.
وذكرت الاوساط بالمكالمة “غير المألوفة” التي كان أجراها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بفرنجية غداة انتقال الحريري من الرياض الى قصر الاليزية في زيارة خُصصت لمناقشة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وهو التطور الذي أوحى بوجود تفاهم جدي سعودي – فرنسي حول دعم فرنجية.
ولفتت الأوساط الى الحركة الهادئة التي يقودها الحريري من اجل توسيع مروحة المؤيدين لفرنجية، لا سيما في أوساط مسيحيي 14 آذار من النواب المستقلين.
ومن غير المستبعد في رأي هذه الاوساط قيام الحريري في مطلع السنة الجديدة بخطوات اضافية من شأنها تعزيز فرص انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية في ضوء دعم الكنيسة المارونية لـ “المبادرة الجدية” حيال انهاء الشغور الرئاسي والالحاح الدولي على الحاجة الى وقف انهيار الدولة التي تستضيف نحو مليون ونصف مليون نازح سوري.
واذ لم تقلل تلك الاوساط من وطأة الحرَج الذي يعانيه الحريري نتيجة استمرار حليفه المسيحي الابرز المتمثل بحزب “القوت اللبنانية” بالاعتراض على خيار فرنجية، فانها تعتقد ان العقدة الأهم التي تعترض فتح الطريق امام فرنجية للوصول الى قصر بعبدا تتمثل في موقف حلفاء الأخير في 8 آذار والذي يراوح بين رفضٍ بـ “مكبرات الصوت” يعبّر عنه رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون وصمت أصدق إنباء من الرفض يلتزم به “حزب الله”.