في ليالي الشتاء الماطرة في طوكيو، تجد طالبات المدارس منتشرات في مختلف الشوارع، يرتعشن برداً في تنانيرهنّ القصيرة، وهنّ يوزعن إعلانات لمقاهي “جيه كيه”، وهي اختصار لمصطلح “طالبة مدرسة ثانوية” باللغة اليابانية.
سمح أحد هذه المقاهي للصحافيين بالدخول، فوجدوه مليئًا بالرجال البالغين، والذين يدفعون المال مقابل الجلوس مع طالبات من المرحلة الثانوية، يبلغ سن أصغرهن 16 سنة.
تقول “لي هونوكا” البالغة من العمر 18 عاماً، إنّ غالبية الزبائن هم في الثلاثينات أو الأربعينات أو الخمسينات من العمر. وتقول إنّهم يتحدّثون عن أمور تخصّ المدرسة والعمل والحياة.
تتلقى هذه الفتيات ثمانية دولارات في الساعة مقابل خدمة الزبائن والتحدث معهم. وعادة ما يفوق عمر الزبائن ضعفي عمر الفتيات. وأحياناً، تتلقى الفتيات هدايا باهظة الثمن، وقد يُطلب منهن أكثر من مجرد حديث بسيط.
وبحسب مالك المقهى، هيديكي ياماناكا، إذا تم الإمساك بإحدى الفتيات وهي تواعد أحد الزبائن، يتمّ الإتصال بوالديها، مؤكداً على أنّ كل ما يحدث في المقهي هو قانوني، وأنّ الفتيات الموظفات قدّمنَ إذناً موقعاً من أولياء أمورهنّ.
في جانب آخر من المدينة، هناك نوع آخر من هذه “المقاهي”، فهناك مناطق تكتظ بمحلات التدليك، وتجد فيها قائمة للخدمات، حيث يدفع الزبائن مقابل نصف ساعة من التدليك أو مشاركة الفتاة في موعد للسير معها في الشوارع. ووصف مبعوث حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هذا النوع من المواعدة بـ”المقلق”، وبحسب تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأميركية عن الإتجار بالبشر، يعتبر هذا النوع من المواعدة أحد سبل الدعارة.
مركز “لايت هاوس” لضحايا الإتجار بالبشر هو أحد المراكز القليلة المتاحة للضحايا من طالبات الثانوية في اليابان. وبحسب مديرته التنفيذية، شيعوكو فوجيوارا، ثقافة اليابان المهتمة بفكرة “العار”، تلوم الضحية، وتمنعها من السعي للحصول على المساعدة.