IMLebanon

تمثال لعسكري روسي صار اسمه “ماركة” للفودكا

Mikhail-Kalashnikov

 

هو لم يخترع سلاحاً نووياً أو شيئا من أسلحة الدمار الشامل، ولا حتى أتى بصاروخ أو قذيفة، بل مصمم ومخترع لمجرد بندقية، إلا أنها تركت من الضحايا في جميع أنحاء العالم، مالم يتركه أو يتسبب به أي سلاح نووي، أو صاروخ عابر للقارات.

إنه ميخائيل كالاشنيكوف، مصمم السلاح الروسي الشهير للبندقية التي استمدت اسمها من اسمه، والمعروفة باللفظ، في الشرق الأوسط بـ”الكلاشينكوف” وتقال اختصارا عند المتعودين عليها “الكلاشن”. وتعرف بـ AK-47.

وقد كرّمته السلطات الروسية، منذ أيام، بنصب تذكاري، أزيح الستار عنه في موسكو، وقامت ابنته بوضع اكليل من الزهور على نصب والدها.

كتبت مقالات كثيرة عن الرجل، لا بصفته مخترع دواء أو مصباح كهربائي، في السابق، بل بصفته مصمم ومخترع السلاح الذي تنقل بين أيدي المراهقين في افريقيا ودول أميركا اللاتينية، وأحزاب وقوى كثيرة في الشرق الأوسط منها حزب الله”.

ومع أنها مجرد بندقية، لا تمتلك مقدرة لا على التفجير أو التدمير، إلا أن رواجها في يد الميليشيات، في أغلب البقاع الساخنة في العالم، جعل ضحاياها لايقدرون بعدد. فالكلاشينكوف، مسؤولة عن مئات آلاف القتلى، لسهولة بيعها وشرائها ورخص ثمنها. وهي سلاح سهل الفك والتركيب. كما أن السماح بإنشاء مصانع لإنتاج تلك البندقية، في بلدان حليفة للروس، زاد من انتشارها وأثرها.

فكان للكلاشينكوف مصانع في مختلف دول أوروبا الشرقية، ودول كسوريا والعراق وكوبا وكوريا الشمالية، وبلدان عديدة أخرى. على عكس السلاح ذي المنشأ الغربي، الذي تحوّل عقبات قانونية وسياسية كبيرة، من دون تصنيعه في بلاد الحلفاء.

مخترع تلك البندقية، والذي أزيح الستار عن تمثال نصفي له، منذ أيام في موسكو، وتوفي في كانون الاول من العام الماضي عن 94 عاماً لأنه ولد عام 1919، كان سرّاً عسكريا في الاتحاد السوفييتي السابق، كما تنقل عنه “الويكبيديا”. ولم يكن من المسموح ذكر اسمه أو الكشف عن هويته، حتى لو كان يزور أحد مصانع “الكلاشن” في بعض بلدان أوروبا الشرقية الحليفة لبلده، فكان يذهب بدون الاعلان عن هويته الحقيقية.

لهذا الرجل تاريخ طويل من التزمّت الايديولوجي، أنهاهُ بعداء لم ينته لميخائيل جورباتشوف، لأنه يعتبره فكّك الاتحاد السوفييتي. وهو ابن كل المراحل التي مر بها الاتحاد السوفييتي السابق، وقد انضم للجيش منذ نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، واشترك في الحرب العالمية الثانية، وأُصيب إصابة جعلته قعيد المستشفى ثم النقاهة في منزله، والى تلك الفترة تعزى لحظة تفكيره بتصميم واختراع السلاح الخفيف الذي قال عنه هو مرة: “رغم عذاب وألم الجروح التي أصابتني، إلا أنني كنت مهووسا بفكرة تصميم سلاح لسحق الفاشيين”.

وماهي إلا بضع سنين، وقد أصبحت الكلاشينكوف واقعاً، فكافأه ستالين بجائزة تمكن من خلالها من تشكيل “ثروة حقيقية” كما قال وهو يتذكر تلك اللحظة التي وفرت له مجالا حيويا للتفكير في تحديث تصميمه واختراعه.

حقق الرجل شهرة واسعة، بعد انكشاف اسمه ومعرفة هويته بأنه مخترع لتلك البندقية التي “تلهو” بها مختلف أحزاب الشرق الأوسط والتنظيمات المسلحة في افريقيا وأميركا الجنوبية، وغيرها.

هذا السر العسكري السابق، أصبح علامة تجارية معلنة لنوع من مشروب الفودكا، ويتم تصنيعها بأشكال مختلفة “تيمناً” به، وتقوم شركات دعاية كبيرة بالترويج لها، كما أن هناك ساعات يتم انتاجها باسمه، ومصنوعات أخرى أيضا، إلا أن أشهرها هي مشروب “الفودكا” الذي ظهر هو نفسه مرات كثيرة على وسائل الاعلام حاملا لزجاجة الفودكا التي تحمل اسم عائلته: Kalashnikov Vodka ويحتضن ذلك المنتج لدى ظهوره على وسائل الاعلام، بنفس الطريقة التي يحتضن بها بندقيته التي أسالت دماً غزيراً في عدة قارات، ولازالت.