نفى النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم، ما روجته وتروج له إحدى الصحف المحلية بأن البطريرك الراعي يحشد دوليا لدعم انتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، مؤكدا ان هذا كلام مجرد أقاويل إعلامية لا معنى لها في قاموس الكنسية المارونية، وهو مجاف للحقيقة ويفتقر للدقة والواقع، مؤكدا ايضا ان بكركي ليس لديها أي مرشح للرئاسة، وهي تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، مشيرا الى ان جل ما تريده بكركي هو انتخاب رئيس للجمهورية ايا يكن الاسم الذي يتفق عليه اللبنانيين، مشيرا ردا على سؤال الى ان ليس بكركي اي اعتراض على وصول سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة خصوصا انه ليس نكرة، ومعروف عنه انه زعيم وطني يتمتع بحيثية شعبية وسياسية مثله مثل غيره من الأقطاب الموارنة الذي يمثل كل منهم جزءا من الرأي العام اللبناني عموما والمسيحي خصوصا.
ولفت مظلوم في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى ان بكركي تشجع الجميع على التعاطي بإيجابية مع مبادرة الرئيس الحريري، خصوصا انها (اي المبادرة) أعادت تحريك الاستحقاق الرئاسي بعد جمود تجاوز السنة ونصف السنة، مشيرا الى ان بكركي تحاول من جهتها تسليط الضوء على إيجابية المبادرة وجديتها وعلى أهميتها في إنهاء الشغور الرئاسي، لاسيما انها مبادرة مدعومة دوليا وعربيا، وما ينقصها سوى تفاهم اللبنانيين عليها لانتقالها الى حيز التنفيذ وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، الا ان مظلوم يعود ليؤكد ان تشجيع بكركي لا يعني اطلاقا انها تسوق لهذه الشخصية دون الأخرى، مذكرا بأن البطريرك الراعي لا يتوانى يوميا في حث اللبنانيين عموما والمسيحيين الموارنة خصوصا على التفاهم فيما بينهم لإخراج الرئاسة من أزمتها سواء عبر تبنيهم لمبادرة الرئيس الحريري او عبر توافقهم على شخصية توافقية.
وردا على سؤال لفت المطران مظلوم، الى ان عقدة الرئاسة لا تكمن لدى أي من الأقطاب الموارنة الأربعة بقدر ما تكمن لدى غيرهم داخل لبنان وخارجه، مؤكدا أنه لا شك ان الأقطاب الموارنة الأربعة يساهمون في مكان ما في تعقيد الأمور انطلاقا من عدم قدرتهم على التفاهم فيما بينهم، إلا ان عدم تفاهمهم هذا لا يعني انهم مكمن العقدة الأساسية او السبب الرئيسي للفراغ في الموقع الماروني الأول، خصوصا ان الجميع يعلم ويعي ان السياسة المحلية تتأثر مباشرة بالسياسة الخارجية. وعليه يعتبر مظلوم انه لا جدوى او لا منفعة حاليا من دعوة الأقطاب الأربعة الى لقاء في بكركي في ظل المعطيات والظروف الراهنة، علما ان ابواب بكركي مفتوحة لهم في اي وقت يشاءون فيه الالتقاء تحت أجنحتها.
وردا على سؤال أيضا حول ما يكرره احد الأقطاب الموارنة الأربعة بأن الأمور عندما تصل الى المواقع المسيحية في السلطة، تتعقد الامور وتنقسم البلاد عموديا وينفتح الأفق امام تدخل الدول كبيرة وصغيرة، أعرب المطران مظلوم عن اعتقاده ان السبب الأول والرئيسي يعود الى انقسام الموارنة على بعضهم والى عدم قدرتهم على التحاور والتوافق والالتقاء على خيار موحد، الا ان ما يجري عمليا هو ان بعض الدول الخارجية وبعض الجهات المحلية تستغل انقسام الموارنة واختلافهم في الخيارات لتبني عليه سياساتها وتعزز مواقعها السياسية على حساب الموارنة خصوصا والمسيحيين عموما، مستدركا بالقول ان اختلاف القيادات السياسية المارونية في وجهات النظر حالة صحية في الممارسة الديموقراطية، لكن هذا الاختلاف يصبح حالة مرضية عندما تتحول الاختلافات الى خلافات جذرية غير قابلة للحلحلة، بحيث يصبح عدم التفاهم فيما بينهم هو الكلمة الفصل وسيد المواقف والاحكام، متمنيا إعادة تفعيل المبادرة علها تصل الى نتيجة تنهي الفراغ في سدة الرئاسة، هذا من جهة، مشيرا من جهة ثانية، الى ان مصلحة الموارنة لا يؤمنها ولا يحققها سوى الموارنة أنفسهم ومن لديه آذان صاغية منهم فليسمع.