رات اوساط سياسية مطلعة ان من يتأنى في قراءة موقف رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابرهيم امين السيد من بكركي، بكامله ويقرأ بين سطوره يمكن ان يصل الى خلاصات مفادها ان الحزب لم يوصد الباب بالكامل أمام التسوية الرئاسية بل ابقاه مفتوحا نصف فتحة او ترك في الحد الادنى نافذة على الحوار يمكن التثبت منها من خلال قول السيد ” لا نقبل أصلاً ان تقوم الأطراف كلها بأدوارها في ما يخص التسوية في موضوع الرئاسة ثم يكون دورنا الوحيد هو ان نقنع ميشال عون بالتنحي عن ترشحه لرئاسة الجمهورية. هذا الأمر لم ولن يكون”.
وتشير الاوساط الى ان في المقولة الآنفة الذكر الكثير من المعاني الواجب التوقف عندها والمتضمنة رسائل الى القوى السياسية كافة . فالحزب لم يخف عتبه على مخرجي التسوية الذين لم يشركوه في اي دور تنفيذي او حتى في سيناريو الاعداد، وهو من موقع فائض القوة الذي يخوله التحكم باللعبة السياسية برمتها لن يرضى ان يقصيه اي فريق سياسي عن التسويات المقترحة او طبخات الحلول ولئن كانت تحظى برعاية اقليمية ودولية.
وتوضح ان حزب الله أبلغ رسالته “لمن يعنيهم الامر”، بحيث اذا ما تلقفوا مضمونها يمكن ان يبادروا الى خطوات ” تعيد له الاعتبار” وتترك له حيزا في مشروع الحل فيصبح آنذاك الحديث حول حظوظ التسوية أكثر قابلية للترجمة العملية.
وفي السياق، تؤكد مصادر اطلعت على أجواء لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بوفد “حزب الله” أمس ان المجتمعين تطرقوا الى الملف الرئاسي وكرر البطريرك موقفه المعهود في هذا السياق لجهة ضرورة انتخاب رئيس جمهورية ووضع حد لحال الفراغ سريعا وتأييده اي مبادرة تخدم الهدف في غض النظر عن الاسم، فكرر السيد بدوره موقف الحزب الملتزم اخلاقيا بترشح العماد عون، مع الاشادة بفرنجية الاخ والصديق الوفي. فبادره البطريرك بالقول ان الالتزام الاخلاقي يبدأ بالوطن اولا لا بالشخص واذا تقدم الشخص على الوطن تذوب الدولة وتتحلل مؤسساتها .
وقالت المصادر ان الراعي قارب الملف بصراحة مطلقة، مؤكدا ان لا مشكلة لديه في اي أسم للرئاسة لكن بعد مرور اكثر من عام ونصف العام على الفراغ في سدة الرئاسة بما تسبب به من تداعيات على مختلف المستويات لم يعد جائزا التمترس خلف اشخاص لم تتوافر حظوظهم الرئاسية، متمنيا على الحزب بذل كل ممكن لحل هذه الاشكالية من موقع الصداقة والتحالف، فاما تأمين فرص الانتخاب من خلال اقناع بعض القوى السياسية بتأييد هذا المرشح او ذاك وتوفير النصاب للجلسة الرئاسية والا فالانتقال الى مربع آخر لاختيار شخصية من خارج نادي المرشحين المعروفين، ممن تتوافر فيهم الصفات الرئاسية ولا يشكلون استفزازا لأي طرف سياسي. وكرر الراعي موقفه الرافض لربط الرئاسة بسلة الحل الشاملة لان من شأن ذلك تأخير الاستحقاق، في ضوء حُزم المطالب والشروط التي ستذر بقرنها في سائر البنود لا سيما قانون الانتخاب الذي يبدو بعيد المنال.
وشدد على ضرورة بذل أقصى الممكن لانتخاب رئيس بغض النظر عن اسمه . وطال الكلام كثيرا في الملف حتى انتهى اللقاء الى وعد من الحزب بالسعي لبذل الممكن في هذا الاتجاه.