من المتوقع ان تشهد سنة 2016 سلسلة مشاريع إنمائية تتعلّق بالبنى التحتية لامدادات المياه في البقاع، يُنتظر ان تنفذها مؤسسة مياه البقاع مع شركائها: “مؤسسة الرؤية المحلية”، مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، “منظمة اوكسفام” ومجموعة التطوع المدني الإيطالية GVC.
رغم ان هذه المنطقة تمتلك خيرات مائية كبيرة تقدر بملايين الأمتار المكعبة، إلا أنّ المياه تتسرب من القساطل المهترئة التي مدت قبل 50 عاماً، إلى الطرق العامة. ولكن في تفاصيل المشاريع التي يتوقع تنفيذها في السنة المقبلة، من المنتظر ان تستفيد العديد من البلدات التي عانت الكثير من الحرمان المائي لا سيما في منظومتها التي تضم مصادر المياه، خطوط الدفع والجر، شبكات التوزيع الرئيسية والفرعية والمنزلية التي اصبحت في حالة سيئة جداً. وإستناداً الى أرقام مؤسسة مياه البقاع، يقدر حجم مياه الشفة المهدورة في البقاع بأكثر من 75% من إجمالي المياه التي تضخ سنوياً في خزانات المؤسسة، والتي تبلغ ما يقارب الـ 105 ملايين متر مكعب، في حين أنّ الكمية المائية المطلوبة، والمقدرة وفق عدد المشتركين، لا تتجاوز الـ27 مليون متر مكعب، ما يعني وجود هدر يقارب الـ 80 مليون متر مكعب من المياه سنوياً. وبحسب الارقام الرسمية، بات لدى مؤسسة مياه البقاع 81 الف مشترك في وقت وصلت فيه نسبة الجباية على هذا العدد الاجمالي الى 36% خلال عام 2014، بينما هناك نحو 150 الف وحدة سكنية، تجارية وصناعية، ما عدا اللاجئين السوريين في النطاق الاستثماري للبقاع، اي ان ثمة نحو 69 الف وحدة تستفيد من شبكة مياه المؤسسة وغير مشتركة مما يسبب عجزا ماليا كبيرا للمؤسسة، فيما تفوق نفقات تشغيلها وصيانتها على مداخيلها الحالية.
ومن الحلول التي يتوقع ان تخفف من أزمة المياه في البقاع، مشاريع البنية التحتية لإمدادات المياه في المنطقة التي ينتظر ان يبدأ تنفيذها خلال سنة 2016، والتي يمولها الاتحاد الاوروبي بكلفة تقارب الـ 21,5 مليون اورو، ويستفيد منها نحو 280 الف شخص، من خلال توفيرها لكل من اللبنانيين واللاجئين السوريين المقيمين في البقاع الاوسط والشمالي بنية تحتية للمياه جديدة ومحسنّة تهدف الى تعزيز فعالية توريد المياه والوقاية من الامراض المنقولة بالمياه. ومن هذه البلدات قب الياس، شتورا، تعلبايا، رياق، ابلح، زبود، بجاجة، الناصرية والعين. ومن المتوقع ان تساهم هذه المشاريع، بعد إنجازها، بما فيها تركيب العدادات على المصادر والشبكات الرئيسية، في التخفيف من الهدر التقني في الشبكات، بالاضافة الى تخفيف التلوث الحاصل من جراء تواصل شبكات الصرف الصحي المهترئة مع شبكات المياه الحالية المهترئة، وتالياً تحسين نوعية المياه بعد تعقيمها بالكلور. كذلك ستساهم هذه المشاريع في تخفيف استهلاك الطاقة الكهربائية لمحطات الضخ، مع توزيع عادل ومنظم لكل الوحدات المنزلية والتجارية والصناعية المشتركة بالمياه.
وإستنادا الى الخطة الموضوعة، يبدأ تنفيذ مشاريع برنامج البنية التحتية لامدادات المياه في البقاع مطلع السنة المقبلة. يستغرق تنفيذ المشروع في قب الياس 12 شهرا، ويتضمن شبكة امداد جديدة للمياه بطول 62 كيلومتراً، ويستهدف نحو 6 آلاف مشترك جديد متصل بالشبكة، ويستفيد منه نحو 49 الف شخص. ويستغرق المشروع في رياق 10 اشهر، ويتضمن شبكة امداد للمياه بطول 23 كيلومترا، مستهدفا الفي مشترك جديد متصل بالشركة مع تركيب خط لضخ المياه بطول كيلومترين وحفر بئر جديدة وتجهيزها. أما في الناصرية، فيستغرق تنفيذ المشروع 10 اشهر ايضاً ويتضمن شبكة امداد للمياه بطول 5,7 كيلومترات ويستهدف 3 آلاف مشترك جديد متصل بالشبكة. وتشير الخطة التي وضعت الى انه سيتم تزويد ابلح شبكة بطول 13,42 كيلومتراً وسيجري تالياً ربط 1100 مشترك جديد و2200 في تعلبايا عبر شبكة للمياه بطول 8,8 كيلومترات.