Site icon IMLebanon

امتعاض كبير تعيشه البطريركية المارونية

Bkerki

أكدت مصادر مطلعة لصحيفة “عكاظ” السعودية أن امتعاضا كبيرا تعيشه البطريركية المارونية وذلك بعد التصريح المستفز لرئيس المكتب السياسي لحزب الله إبراهيم أمين السيد أمام الصرح البطريركي بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي، والذي رأت فيه بكركي ردا عليها وتحديدا على البطريرك الراعي بعد إعلان دعم الأخير بشكل غير مباشر لإجراء الانتخابات وفقا للمبادرة المطروحة، والتي تقول بانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا.

وكشفت صحيفة “السياسة” الكويتية ان البطريركية المارونية ترى ان إطالة أمد الشغور الرئاسي المتواصل منذ أكثر من سنة وثمانية أشهر، مؤشراً بالغ الخطورة سيقضي على ما تبقى من مؤسسات في البلد، في وقت بدأ البطريرك بشارة الراعي يضيق ذرعاً بعجز الأقطاب الأربعة عن التوافق على حل المأزق الرئاسي، سواء بدعم “التسوية الحريرية”، أو بتأييد أحدهم للرئاسة، وإلا فإن استمرار الفراغ سيدفع البطريرك إلى تسمية الأمور بأسمائها والدعوة علانية إلى انتخاب رئيس من خارج هؤلاء الأقطاب، لأنه ما عاد مسموحاً أن يبقى كرسي الرئاسة الأولى شاغراً، لأن كل واحد يريد الرئاسة له، على حساب مصلحة البلد والمسيحيين.

وكشفت مصادر موثوقة لـ“السياسة”، أن البطريرك الراعي رسم صورة متشائمة بشأن الاستحقاق الرئاسي، بعد الكلام الذي سمعه من وفد “حزب الله” الذي زاره أخيراً، حيث رفض الحزب الاستجابة لطلب البطريرك التدخل لدى النائب ميشال عون لتليين موقفه من التسوية المطروحة، ما يعني بقاء الوضع على ما هو عليه من انهيار وتراجع على مختلف المستويات، وهو ما تتحمل مسؤوليته القيادات السياسية في البلد، الأمر الذي قد يدفع بكركي إلى البحث عن خيارات أخرى لإحداث تغيير في المشهد القائم.

وكشفت صحيفة “اللواء” ان النقاش بدا متباعداً بين البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس المجلس السياسي في “حزب الله” السيّد إبراهيم أمين السيّد في بكركي، لا سيما عندما سأل البطريرك لماذا لم ينزل نواب حزب الله إلى البرلمان لانتخاب الرئيس؟ فرد عليه السيد: “بأننا نريد السلة كاملة، وأن المبادرة اقتصرت على الرئيس فقط”، فأجابه الراعي ان “موضوع الرئاسة لا يحتمل التأخير، والسلة تحتاج إلى وقت”.

ويروي مصدر مطّلع على أجواء اللقاء أن البطريرك اصطدم مع الحزب، لا سيما عندما ردد السيّد أمامه ما أعلنه أمام الصحافيين من التزام أخلاقي من ترشيح النائب ميشال عون، فردّ عليه “بأن الالتزام الأخلاقي يكون بالالتزام بالوطن الذي يتقدّم على الشخص لئلا تتعرّض الجمهورية لخطر الانهيار، وينسى الناس موضوع الرئاسة”.

وكشف المصدر أن صديقاً مشتركاً يتحرك بين بكركي وحارة حريك لتبديد أجواء الصدام، ونقل رسالة للبطريرك بأن الحزب لم يُغلق الباب كلياً في وجه مبادرة إنتخاب النائب فرنجية.

ورأى مصدر قياديّ في فريق الثامن من آذار لصحيفة ”الجمهورية” “إنّ الموقف الذي أعلنَه وفد “حزب الله” من بكركي أمس الاوّل، يشكّل نقطة تحَوّل كبيرة في شأن هذا الاستحقاق، ووضَع حدّاً لأيّ تفسير أو تأويل لموقف الحزب من المبادرة التي طُرحت، وقطعَ أيّ دابر لأيّ محاولة مستقبلية لإعادة إحيائها”.

وأضاف المصدر”إنّ هذا الموقف الذي يتمسّك بدعم ترشيح عون والتحالف معه، ويَرفض وضعَ الحزب في موقف يطالب عون بالتنحّي، هو موقفٌ ثابت لا رجعةَ فيه، وقد جاءَ بعد صمتٍ طويل.

فالأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله نأى عن الاستحقاق الرئاسي في خطابَين متتاليَين، وكتلة “الوفاء للمقاومة” نأت عنه أيضاً في ثلاث بيانات أسبوعية متتالية، فضلاً عن صمتِ وزراء الحزب ونوّابه عن هذا الأمر.

لكنّ المهمّ أنّ هذا الموقف أُعلِن من منبر بكركي وفي زمنِ الميلاد بَعد اجتماع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ما يدلّ إلى الأبعاد والمعاني الكبيرة التي ينطوي عليها، ولعلّ أبرزَها التأكيد على أنّ مبادرة الرئيس سعد الحريري لم تعُد قائمة”.

وسجّلَ المصدر “تراجُعاً ملحوظاً عن هذه المبادرة لدى بعض المعنيّين بها أو المتحمّسين لها، بعدما اكتشفوا أنّها وصَلت إلى طريق مسدود، خصوصاً مع تصَلّب العماد عون وتمسّكِه بترشيحه”.

وتوقّع أن تتعاظمَ التطوّرات الإقليمية وتنصَبّ الاهتمامات عليها، متوقّفاً عند ما قاله رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط أخيراً من أنّ اغتيال زعيم “جيش الإسلام” هو اغتيال للعملية السياسية في سوريا، خصوصاً أنّ هذا الرجل كان حلفاؤه يحَضّرونه للعِب دور كبير مستقبَلاً في الساحة السوريّة”.

وأشار المصدر إلى “أنّ بعض الذين أيّدوا المبادرة في بداياتها، بدأوا يتصرّفون اليوم بعد تعذّر نفاذها، على أساس نفضِ اليدِ منها لكي تنهارَ على يد غيرهم، مِن دون أن يتحمّلوا أيّ ملامة أو مسؤولية عن هذا الانهيار”.