Site icon IMLebanon

ماذا يحضّر “التيار الوطني” و”القوات” رئاسياً؟

كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:

منذ الاعلان عن المبادرة الرئاسية، أشارت “النهار” قبل زهاء أسبوعين الى أن ثمة تطوراً أو حركة مسيحية لإنجاز شيء ما في ما يتعلق بالرئاسة، وتحديداً بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”. في الايام الأخيرة قيل الكثير عن توجه لدى “القوات” الى تأييد العماد ميشال عون للرئاسة، في حال إعلان الرئيس سعد الحريري رسمياً ترشيح سليمان فرنجيه، وكأن ذلك بمثابة “نكاية”. فما حقيقة الأمر؟

فلنعد الى المبادرة، إذ تبيّن ذهاب الحريري و”تيار المستقبل” بها حتى النهاية، وان هذا الموقف لا يتزحزح على رغم كل المطبات والعراقيل، كما ان أسهمها تعلو وتتراجع تبعاً لحوادث المنطقة. وبالتالي، تؤكد مصادر انه على رغم موقف “حزب الله” أخيرا فإن ترشيح فرنجيه جدي وثابت ويمكن في أي لحظة أن يستفيد من خرق ما للوصول الى كرسي بعبدا الشاغر. ومن الواضح أنه خيار أبعد من الواقع اللبناني، والمملكة العربية السعودية موافقة عليه.

ولكن ما جمّد المبادرة هو موقف “حزب الله” من بكركي، وتأكيد تأييده العماد ميشال عون، وموقف حزب “القوات اللبنانية” بما يمثله على صعيد 14 آذار والمسيحيين.

مسيحياً، عندما وقّع “إعلان النيات” بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، والذي هندسه النائب ابرهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات” ملحم الرياشي (وهما يتابعان الرئاسيات بعيداً من الاعلام)، كان متكافئاً وحمل اقتناعات مشتركة، علماً أن كل طرف حافظ على خصوصيته وتحالفاته، كما أن خطابات عون وجعجع ومواقفهما لم تتغيّر، باستثناء قاعدة العمل المشتركة عند المسيحيين. هذه القواسم المشتركة بين الطرفين جعلت 90 الى 97 في المئة من المسيحيين يؤيدون هذه النيات وهذا التقارب وفق استطلاع للرأي أجري على المسيحيين، اذاً حجم التأييد الشعبي يتخطى 90 في المئة إذا سار هذان الفريقان معاً. في المقابل، بحكم هذه المعادلة و”إعلان النيات”، جسّد هذان الفريقان شركة لا يمكن تجاوزها، تحديداً بعدما استطاعا فرض 90 في المئة من شروطهما للمشاركة في الجلسة التشريعية الأخيرة وإقرار قانون استعادة الجنسية وتصويت “المستقبل” معه، حتى لو طعن به نواب كتلة وليد جنبلاط، وتشكيل لجنة للبحث في قانون الانتخاب.

لكن هل يستطيعان الوصول الى الانجاز المستحيل بنظر البعض، وهما المطالبان بإيجاد حلّ للموضوع الرئاسي؟

ما يتردد في أوساط الطرفين، وما ظهر من تصاريح بعض نوابهما، علماً أن هناك قراراً بتخفيف الطلات الاعلامية، كأن ثمة عملاً ما يجرى بعيداً من الاعلام، وعبر القنوات المفتوحة بينهما ويتعلق تحديداً بالرئاسة. كما ان السبب الآخر بالابتعاد عن الاعلام الحرص ألا تتسبّب هذه المبادرة او الاقتراح او الطرح بضرب الواقع المسيحي وخلق سجال بين المكونات المسيحية الاساسية، واعطائها مداها لتتكشف حقيقتها لكل المعنيين بها.

ما هو هذا العمل الذي يحضّر؟ وهل يتمحور حول تأييد العماد عون للرئاسة؟ بعد اعلان المبادرة كأن الأمر حسم أن تكون الرئاسة لفريق 8 آذار، فلمَ لا يكون العماد عون وهو يملك الاغلبية المسيحية وفق الانتخابات النيابية الأخيرة، وبعد توقيعه “إعلان النيات” أصبح أقرب الى “القوات اللبنانية” من مرشحين آخرين محسوبين على فريق 8 آذار؟ وبالتالي، إذا خيّرت “القوات” بين عون وفرنجيه فمن البديهي أن تفضّل الأول. وفي معلومات لـ”النهار” ان هذا الأمر لم يحصل بعد، إذ ثمة توقيت معين وقرار في حاجة الى إنضاج. علماً ان اللقاءات والمشاورات قائمة ومستمرة بين الطرفين، لكن مصادر معنية تؤكد لـ”النهار” أن احتمال الترشيح قائم جدياً وبنسبة كبيرة، وما يتم البحث فيه اليوم هو الاطار السياسي لهذا الخيار.

لكن وفق مصادر مسيحية، إذا ما تمّت هذه الخطوة وحصل التأييد فإن الاستحقاق الرئاسي يتلبنن وبالتالي يصبح مسيحياً أكثر ولا يستطيع سائر المسيحيين ولا حتى بكركي التنصل منه.