اعتبرت أوساط سياسية بارزة في بيروت، ان التسوية الرئاسية التي قامت على تفاهُم بـ “الأحرف الاولى” بين زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية، “حظيت بتوافق إقليمي ودولي ناقص، يحتاج الى تطوير الموقف الايراني لاكتمال حلقات الدعم لخيار مجيء فرنجية رئيساً، بعدما ايّدته السعودية وفرنسا وباركته الولايات المتحدة”.
ورغم ان جهوداً حثيثة تشقّ طريقها لتوفير نصاب داخلي وخارجي لضمان ملء الشغور الرئاسي، عبر إزالة العقبات من أمام انتخاب فرنجية، فإن حظوظ هذه الجهود، في رأي دوائر مراقبة في بيروت، أصبحت أدنى من الصفر، مع توقّعات تصعيد عنيف لـ “حزب الله” في إطار الردّ الايراني على المملكة العربية السعودية، والذي من المرجّح ان يشمل اليمن وسورية، اضافة الى لبنان.
وقالت أوساط واسعة الاطلاع في بيروت لصحيفة “الراي” الكويتية ان “(حزب الله) الذي يشكّل رأس حربة في المحور الايراني لا يحتاج الى (أمر عمليات) من طهران للانضمام الى عاصفة التصعيد الايرانية، وتالياً فإن من غير المستبعد توقّع حملات سيشنّها الحزب ضد حلفاء السعودية، وضدّ ما يعتبره نفوذاً سياسياً للمملكة في لبنان”.
وذكّرت تلك الاوساط كيف تولّى الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله شخصياً الحملة على “عاصفة الحزم” في اليمن بقيادة السعودية، عبر إطلالات مبرْمجة وبخطاب أكثر حدة من الموقف الرسمي الايراني آنذاك، وهو ما فُسر حينها بأن “حزب الله” أخذ على عاتقه إحداث توازن إعلامي – سياسي في مواجهة “عاصفة الحزم”.
ولم تستبعد الأوساط عيْنها ان يَتّخذ تصعيد “حزب الله” أشكالاً عدة، من بينها إسقاط اي فرصة لمبادرة الحريري الرئاسية، وقفْل الباب بوجه عودته الى الحكم، والتشدّد في الحوار المترنّح مع “تيار المستقبل”، وهو ما يعني تالياً ترحيل الملف الرئاسي الى أجَل غير مسمى.