لفت رئيس تيار “المستقبل” الرئيس سعد الحريري الى أنّ “حزب الله”، وعلى جري عادته، يتصرّف بأنه مسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم. وهو على خطى الجمهورية الاسلامية الإيرانية، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة، ويعطي نفسه حقوقاً غير منطقية للتدخل في شؤونها والاعتراض على قراراتها والاساءة لقياداتها، وإشهار سيوف التهديد والوعيد في وجهها.
الحريري، وفي بيان أضاف: “لقد بات من المؤكّد، في ضوء المسلسل الإيراني الطويل الجاري تقديمه في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن ومصر والسعودية وغيرها من الدول، ان الخلفيات المذهبية هي التي تتحكم بسلوك ايران ومن معها، والذي اصبح علامة فارقة من علامات التوتر واثارة النعرات في غير مكان من العالم العربي”، مشيرًا الى أنّه قد يكون من المفيد التنبيه في هذا المجال الى أنّ أولاً حصر ردة الفعل على أحكام الإعدام التي صدرت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية، ومحاولة متعمدة لإعطاء تلك الأحكام ابعاداً خلافية عقائدية، لا تتوافق مع الحقيقة التي تشمل ٤٦ مداناً آخراً طاولتهم أحكام الإعدام”.
وقال: “ثانياً أنّ الشيخ نمر النمر هو مواطن سعودي، يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لاحكام القوانين السعودية، وليس مواطناً ايرانياً تطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري، وهي القواعد التي لا تخلو للمناسبة من عشرات التجارب في نصب المشانق بحق الأبرياء وازهاق أرواح المعترضين على ولاية الفقيه واهدار دماء الآلاف من أبناء الشعب الإيراني المشردين في مشارق الارض ومغاربها”.
ورأى أنّ الإصرار على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة، والتطاول على كرامات الاشقاء وقياداتهم ورموزهم، مسألة مرفوضة للمرة الألف، لانها مسألة لا وظيفة لها سوى الاساءة للدول الشقيقة التي لم تتخل عن لبنان يوماً، وابقاء لبنان وشعبه فوق صفيح ساخن من التوترات المذهبية، وفتح النوافذ امام الخارج للتدخل في شؤوننا الداخلية.
وتابع: “بناء على هذا اليقين، نعتبر ان المملكة ضنينة على سلامة لبنان واستقراره، وهي حتماً لن تتوقف عند كثير من الترهات التي تتناولها وتسيء اليها، وستبقى على عهودها بمساعدة لبنان والمحافظة على وحدته الوطنية، مهما تعالت حملات التحريض ضدها. وأننا ننبه في هذا السياق، كل الذين يحبون المملكة ويعبرون عن التقدير والاحترام لقيادتها، الى أهمية عدم الانجرار للسجالات المذهبية، والذهاب الى حيث تريد بعض الأصوات والأبواق من النفخ في رماد العصبيات والفتن”.
الحريري أكّد أنّ أبناء الطائفة الشيعية في أي مكان من العالم العربي، هم مواطنون في دولهم قبل أي شيء آخر، وإن التصرف الإيراني مع هؤلاء المواطنين بصفتهم رعايا إيرانية في دولها، بات يمثل الخلل الأكبر الذي يهدد العالم الاسلامي، ويحرك عوامل الفتن في غير مكان ومناسبة.
وختم: “إنّ ايران مدعوة الى ادراك المخاطر الكامنة وراء هذا الخلل، والتوقف عن تصدير النموذج الإيراني الى البلدان المجاورة وما يترتب عليه من نزاعات وحروب وانقسامات طائفية. والدعوة موصولة الى بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان، للتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر واثارة النفوس، والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي الذي يجب ان يتقدم على كل الولاءات”.