تفصلنا أيام عدة فقط عن تسليم جوائز “غولدن غلوب” أو (الكرة الذهبية) والإعلان عن ترشيحات جوائز أوسكار وهناك منافسة قوية تلوح في الأفق بين الممثلين اللذين لا يقل أحدهما جاذبية ومهارة فنية عن الآخر: ليوناردو دي كابريو ومايكل فاسبندر، لحصد لقب أفضل ممثل وسط منافسة من ممثلين أخرين مثل بريان كرانستون وإيدي ريدمين.
ومنح المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إنياريتو لـ دي كابريو دور البطولة في آخر أعماله “ذا رفيفينانت” أو “العائد” الذي يرتكز على أحداث حقيقية، قد يتوج عنه بجائزة أفضل ممثل، إذ يجسد دي كابريو أحد المستكشفين المشاهير، يتعرض لهجوم من قبل دب قبل أن يتركه رفقاء بعثته، لكن رغبته في الانتقام تدفعه للنجاة وبدء رحلة ملحمية من مئات الكيلومترات للنيل ممن خانوه.
وبأدائه لهذا الدور، الذي يعتمد أكثر على الأداء الجسدي أكثر من الحوار، يسعى دي كابريو لتحقيق حلمه بنيل جائزة الأوسكار التي ترشح لها أربع مرات من قبل عن أفلام “ما الذي يضايق غيلبرت غريب”، و”الطيار”، و”الماس الدموي”، و”ذئب وول ستريت”.
وعلى رغم من كونه أحد المرشحين الأوفر حظا للفوز بالجائزة، يتنافس أمامه أيضا ممثلون سطع نجمهم بالأدوار المرشحين عنها.
يأتي في المقدمة الممثل الألماني مايكل فاسبندر الذي يعد بتجسيده شخصية رجل الأعمال الشهير ستيف جوبز، مؤسس شركة “آبل” في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم، مرشحا قويا لحصد لقب أفضل ممثل بجوائز “غولدن غلوب” المقررة يوم الأحد المقبل.
ويؤدي فاسبندر دور شخصية غاية في التعقيد مثل جوبز وقد قدمها بشكل محنك من دون الوقوع في فخ التقليد المعتاد الذي يقوم به البعض لتأدية أدوار شخصيات حقيقية.
يُذكر أن فاسبندر، الذي لا يمكن غض النظر عن دوره في فيلم “ماكبث” (2015) المأخوذ عن رائعة الأديب الإنكليزي الأشهر ويليام شكسبير، أصبح بالسنوات الأخيرة اسما لامعا لا غنى عنه في السينما العالمية.
دي كابريو وفاسبندر ممثلان لدى كل منها درب فني مختلف إذ فاجأ الممثل الأميركي الجميع في عمر الـ18 بمهارته الفنية في دوره بفيلم “ما الذي يضايق غيلبرت غريب” (1993)، الذي ترشح عنه لجائزة أوسكار أفضل ممثل دور ثان، مما جعله في مصاف الممثلين الواعدين بهوليوود.
وعلى رغم من فوزه مرتين بجائزة “غولدن غلوب”، فإنه لا يحظى بنقد جيد من النقاد ويسعى جاهدا لنيل جائزة “أوسكار” الذي يبحث عنها منذ أكثر من 20 عاما.
في حين يختلف الدرب الفني تماما لفاسبندر الذي بدأ مشواره في سن الـ24 على شاشات التليفزيون ليقفز لاحقا إلى شاشات السينما بدور صغير في عمر الـ30.
ولم يسطع نجمه إلا بعد دوره في فيلم “جوع” (2008) حينما تخطى الـ30 من عمره مؤديا دور بوبي ساندز، عضو الجيش الجمهوري الإرلندي الذي توفي بعد إضرابه عن الطعام بالسجن.
وكان ذلك الفيلم من إخراج ستيف ماكوين الذي أخرج أيضا فيلم “عار” الذي نال عنه فاسبندر جائزة أفضل ممثل من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في العام 2011.
ورشح فاسبندر حتى الآن مرة واحدة لـ “أوسكار” في فئة أفضل ممثل دور ثان، عن دوره بفيلم “12 عاما من العبودية”.
وجعله دوره بـ”ستيف جوبز” مرشحا قويا لـ”غولدن غلوب” في فئة أفضل ممثل في فيلم درامي كما يرجح ترشحه عن نفس الدور لجوائز الأوسكار وهو الأمر المرجح أيضا بالنسبة لدي كابريو.
وعن نفس الفئة يتنافس على “غولدن” غلوب أيضا الممثلون ويل سميث عن “ارتجاج” وإيدي ريدمين عن “الفتاة الدنمركية”، وبريان كرانستون عن أو “ترامبو”.