هي ليست التجربة النووية الأولى لكوريا الشمالية التي تثير غضب الديبلوماسية الغربية، فمنذ سبعينات القرن الماضي لم تتوقف “بيونغ يانغ” عن عملية تسليح وتطوير قدراتها الصاروخية.
أجرت تجارب نووية سابقة جعلتها تخضع لعقوبات مجلس الأمن، منذ أول اختبار أجرته لجهاز نووي في العام 2006.
ففي 31 آب 1998، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً متوسط المدى من طراز تايبودونغ 1 (tipu doing missile)، إلا أنه فشل في وضع قمر صناعي في مداره.
في 4 تموز 2006، اختبرت بيونغ يانغ إطلاق صاروخ باليستي أكثر تقدماً من طراز تايبودونغ 2، فوق بحر اليابان، إلا أن الاختبار فشل، أو أجهض بعد 42 ثانية على إطلاقه بحسب ما صرح مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية. وقد شكل إطلاق هذا الصاروخ تحدياً واضحاً لتحذيرات الرئيس الأميركي جورج بوش آنذاك وحكومات دول أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين، خصوصا ان هذا الصاروخ قادر نظريا على بلوغ الأراضي الأميركية.
في 9 تشرين الأول 2006، أجرت كوريا الشمالية أول تجربة ذرية لها. ما دفع مجلس الأمن في 14 تشرين الأول 2006 إلى أن يعتمد بالإجماع فرض عقوبات تجارية على كوريا الشمالية وحظر استيراد التكنولوجيا الصاروخية رداً على تجربتها النووية.
ولم تقتصر العقوبات على مجلس الامن بل اقدمت اليابان على فرض عقوباتها الاقتصادية الخاصة.
لم يستسلم زعيم كوريا الشمالية للتهديدات الغربية، ففي 5 نيسان 2009، اطلقت بلاده صاروخاً من طراز “يو إن إتش إيه – 2″، وقالت إنها وضعت قمراً صناعياً في المدار، إلا أن الخبراء لم يتمكنوا من التأكد من ذلك. أما التجربة النووية الثانية، فكانت في 25 أيار 2009.
التمرد الكوري الشمالي دفع مجلس الأمن مجددا في 12 حزيران 2009، إلى تبني بالإجماع فرض عقوبات أكثر صرامة، بما في ذلك اعتراض السفن الكورية الشمالية.
بين الـ2009 والـ2012، شهدت الساحة الآسيوية هدوءا حذراً، لتعود الحماسة العسكرية لكوريا الشمالية لتظهر في 13 نيسان 2012، عندما اطلقت صاروخاً طويل المدى من طراز “يو إن إتش إيه – 3″، انفجر بعد دقائق من إقلاعه.
وفي 12 كانون الأول 2012، أعلنت كوريا الشمالية عن نجاح إطلاق صاروخ آخر من طراز “يو إن إتش إيه – 3″، وأنه وضع قمراً صناعياً في المدار.
في 22 كانون الثاني 2013، عادت العصا الدولية لترتفع مجددا، فدان مجلس الأمن أحدث عمليات الإطلاق، ووسّع تجميد الأصول، وحظّر السفر بحق العديد من المنظمات والأفراد في كوريا الشمالية.
في 12 شباط 2013، قيل إن كوريا الشمالية أجرت فيما يبدو تجربتها الذرية الثالثة، وفقاً لنشاط زلزالي. وزعمت “بيونغ يانغ” استخدامها لقنبلة نووية صغيرة، إلا أنه لم يتم الكشف عن أي إشعاعات.
في 28 تشرين الثاني 2013، لوحظ ازدياد النشاط في منشأة كوريا الشمالية النووية في “يونغ بيون”، مما أثار تكهنات المراقبين الدوليين بشأن إعادة إنتاج المواد الانشطارية.
في 26 آذار 2014، أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين، حلقا على مسافة 650 كلم، قبل السقوط في البحر شرقي شبه الجزيرة.
وفي 8 تشرين الأول 2014، توقف النشاط في موقع بونجي للتجارب النووية، وفقاً لوكالات استخباراتية، مما أثار تكهنات حيال اقتراب إجراء البلاد لاختبار ذري رابع، إلا أنه لم يتم الإبلاغ عن شيء.
أما في 15 أيلول 2015، فقد أُعيد تشغيل المفاعل النووي في منشأة “يونغ بيون” بعد إجراء تجديدات في المجمّع.
وفي 6 كانون الثاني 2016، أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية.
اشارة الى أن كوريا الشمالية أطلقت في العام 2014 أكثر من 75 صاروخاً ما بين قصير ومتوسط المدى، زعمت أنها تأتي في إطار تدريبات طبيعية ناجحة داخل أراضيها.
وأكثر اطلاق كثيف جرى يوم 22 آذار حيث أمطرت بحر اليابان شرقا بوابل من الصواريخ (30 صاروخاً قصير المدى) ردا على استمرار المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة التي طلبت كوريا الشمالية تأجيلها أو إلغاءها.
وفيما يعتبر البعض أن اطلاق كوريا الشمالية للصواريخ يأتي في سياق استعراض القوة، والبعض الاخر يرى فيه ابتزازا لجارتها الكورية، تؤكد “بيونغ يانغ” مرات عدة أنها تعيش حالة حرب يمكن لها أن تستعر في أي لحظة، وبالتالي من الضرورة أن تبقى على جهوزية تامة.