IMLebanon

التبغ والزيتون ينموان برغم الكلفة العالية

Olive

عدنان طباجة

في ظل تراجع زراعات القمح والحبوب والخضار والزراعات الصيفية والأشجار المثمرة المختلفة، جراء تدنّي إنتاجها والكلفة العالية وعدم توفر مياه الري، مازالت زراعة الزيتون والتبغ في منطقة النبطية من أهم الزراعات المحلية ذات المردود المادي والتجاري والاقتصادي للمزارعين، لكن هاتين الزراعتين، بالرغم من إنتاجهما وصمودهما حتى الآن، تعانيان الكثير من المشكلات على مختلف الأصعدة، بحيث لا توازي أسعار الزيت والزيتون ما يدفعه المزارعون بدل حراثة وتسميد ورش بالمبيدات الزراعية ومكافحة الأمراض والأوبئة وأجرة القطاف، كما يقول المزارع علي علوش، مطالباً المسؤولين المعنيين بضرورة دعم زراعة الزيتون من خلال شراء الكميات الفائضة من زيت الزيتون المنتجة سنوياً بالأسعار التشجيعية، كما هو حاصل بالنسبة لزراعة التبغ.

«السعي لتصريف الإنتاج في أسواق الدول العربية والأجنبية، ومنع المنافسة الأجنبية والعمل على مكافحتها فوراً، هو مطلب دائم بالنسبة لمزارعي الزيتون في منطقة النبطية، يقول المزارع إبراهيم عبدو، فضلاً عن مساعدة المزارعين بالأسمدة والمبيدات الزراعية وتنظيم محاضرات الإرشاد الزراعي، لإطلاعهم على كيفية الاعتناء بالشجرة على أسس علمية وحديثة ومكافحة الأمراض، وتسليفهم القروض الميسّرة للنهوض بزراعة الزيتون.

لا يعوّل المزراع كامل حايك كثيراً على زراعة الزيتون وإنتاجها، نظراً لأسعاره المتهاودة، مقارنة بالأسعار المرتفعة للمزروعات الأخرى من الخضار والفاكهة والتبغ، لأن ما يترتّب على المزارعين تجاه هذه الزراعة من الأكلاف المادية لا يوازي الجهد والتعب المبذولين من أجلها، في غياب أدنى مقومات الدعم الحكومي لها.

ولا تختلف معاناة مزارعي التبغ في الجنوب كثيراً عن مزارعي الزيتون، يضاف إليها بقاء مساحات كبيرة من الأراضي مزروعة بالقنابل العنقودية الإسرائيلية، في المناطق التي كانت تفصل بين ما كان يُعرَف بالشريط الحدودي المحتل والأراضي المحررة، فضلاً عن الأراضي التي قصفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقنابل العنقودية خلال عدوان 2006 وحرمان أصحابها من استثمارها حتى اليوم. ويطالب المزارعون المتضررون المسؤولين المعنيين والجيش اللبناني والقوات الدولية والمؤسسات والمنظمات التي تعنى بإزالة الألغام والقنابل العنقودية في الجنوب بالمسارعة إلى تنظيف هذه الأراضي من المتفجرات لإفساح المجال أمام إعادة زراعتها من قبل أصحابها.

ويشكو المزارع خضر أيوب من الأسعار المنخفضة لمحصول التبغ، في مقابل الجهد والتعب الذي يكابده المزارعون على مدار السنة، مناشداً المسؤولين المعنيين في وزارة المال وإدارة الريجي العمل على رفعها بما يتناسب مع أكلاف الزراعة المرتفعة دائماً. ويطالب المزارع علي فقيه المسؤولين المعنيين بالعمل بالسرعة القصوى على إدخال المزارعين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وإنشاء بنك لتسليفهم بفائدة لا تتجاوز الواحد في المئة، ورفع سقف الدونم الواحد من إنتاج التبغ إلى أكثر من مئة كيلو غرام المعمول به حالياً، إضافة الى مساعدة المزارعين بالأسمدة والمبيدات والأدوية الزراعية، ومواصلة سياسة دعم هذه الزراعة باعتبارها الخيار المتبقي لهم.

العصر الذهبي ولّى
أما على صعيد زراعة الخضار البلدية فيرى المزارع منير معلم أن العصر الذهبي لهذه الزراعة، التي يشتهر بها أهالي كفررمان من دون غيرهم من أبناء المنطقة، قد ولّى إلى غير رجعة، جراء المنافسة الشديدة والتهريب الحاصل لكافة أنواع الخضار والفاكهة عبر الحدود من دون حسيب أو رقيب، وانعكاس هذا الأمر سلباً على أسعار الخضار والفاكهة المنتجة محلياً، ما يجعل من هذه المنتوجات ومن ضمنها منتوجات سهل المئذنة خارج المنافسة، الأمر الذي يصيب المزارعين بأفدح الخسائر.

تطبيق الروزنامة الزراعية
ويطالب المزارع علي نعيم قانصو المسؤولين في الدولة والحكومة بضرورة تطبيق الروزنامة الزراعية فعلاً، وليس قولاً، لجهة الحد من كميات الخضار والفاكهة المستوردة، تلافياً للمزيد من الخسائر المادية والمعنوية التي تصيب المزارعين والزراعة المحلية في لبنان، ومن ضمنهم مزارعو سهل المئذنة في كفررمان.