Site icon IMLebanon

حوار “عين التينة” بين “المستقبل” و”حزب الله” إلى أين؟!

 

 

تتجه الأنظار الى جلسة الحوار بين المستقبل وحزب الله رقم 23 المقررة في عين التينة ليوم الاثنين 11 الجاري، ذلك أن الحوار الذي انطلق قبل عام بهدف ملء الفراغ واجه في الأيام الماضية أصعب وأخطر الأوقات والقطوعات مع تفجر ازمات اقليمية التي أصابت بشظاياها الملف اللبناني بكل تفرعاته الرئاسية والحكومية والحوارية.

الحوار بين المستقبل وحزب الله بدأ يواجه صعوبات متزايدة منذ الصيف الماضي، وهو الحوار الوحيد من نوعه في العالم العربي والإسلامي، بدأ يواجه تحديا فعليا وخطرا محدقا الى درجة أن الرئيس نبيه بري الدائم التفاؤل بمسار هذا الحوار بات قلقا عليه وصار أقصى طموحه تأمين استمراره بعدما كان هذا الطموح وصل قبل أسابيع الى تأمين انتخاب رئيس للجمهورية وتطبيع الأوضاع وإعادة ترتيبها داخليا.

حوار عين التينة الى أين؟! هذا السؤال طرح بقوة بعدما لفح الحريق الاقليمي بناره الاستقرار اللبناني ونشبت سجالات حادة بين حزب الله والمستقبل، وبعد ذلك «الكلام الصادم» للنائب محمد رعد الذي قال فيه «ان الذي يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن يجب ألا يجد مكانا له في لبنان من أجل نهب البلاد مرة جديدة».

هذا الكلام الذي استوجب ردا من الوزير نهاد المشنوق أبرز الداعين الى الانفتاح على حزب الله وأبرز صقور المستقبل الذي يمارس سياسة الاعتدال مع الحزب. اعترف المشنوق بوجود أزمة الآن لا يعرف مدتها، معتبرا أن تصريح رعد لا يسهل إتمام الحوار والاستمرار فيه قيد تشاور، لأن الحوار في حاجة الى قواعد لم تكن متوافرة أبدا في كلام رعد.

التشاور بدأ فعلا داخل تيار المستقبل وجولة أسياسية جرت خلال اجتماع كتلته النيابية قبل يومين. في هذا الاجتماع توزعت الآراء في ثلاثة اتجاهات:

٭ رأي عبر عنه بشكل خاص نواب الشمال الذين سألوا عن الجدوى من استمرار الحوار مع حزب الله، ورأى بعضهم أن هذا الحوار لم يعد له معنى ولا لزوم لمواصلته، خصوصا أن حزب الله يتصرف من موقع المنتصر في سورية وفي المنطقة ويتعامل مع المبادرة من خلفية أنها تنم عن ضعف في موقع الحريري وحاجة ملحة لديه للعودة الى لبنان والحكم.

٭ رأي ثان عبر عنه الوزير نهاد المشنوق، ولم يكن الرئيس فؤاد السنيورة بعيدا عنه مع حرصه على تفهم وجهة النظر المتشددة، ويرى ضرورة إبقاء باب الحوار مفتوحا، داعيا الى أن تبقى الأمور في نطاق الردود الإعلامية على كلام النائب رعد.

٭ رأي ثالث دعا الى عدم اتخاذ قرار نهائي في شأن الحوار مع حزب الله الآن، وترك الباب مفتوحا لمزيد من التشاور وتبعا لتطور الأوضاع والمواقف.

حزب الله يتصرف على أساس أن الكرة في ملعب المستقبل، كرة الرئاسة أو كرة الحوار. فالمستقبل هو الذي عليه أن يقوم بالخطوة التالية وهي محاورة عون لإقناعه أو إرضائه، وهو الذي عليه أن يقرر ما إذا كان يريد الاستمرار في الحوار أم لا.

وأما موقف حزب الله فإنه مازال متوقفا عند النقطة التي حددها السيد نصرالله في وقت سابق عندما قال «الحزب لا يستجدي أحدا للتحاور معه، فإذا أراد الطرف الآخر أن يحضر الحوار فأهلا وسهلا به، وفي حال لم يرد ولم يقتنع بالخطوة، فالله معو».

وتقول مصادر حزب الله ان الحزب ليس الطرف المحرج في هذا الحوار على خلاف الطرف الآخر، وما دام الحوار باقيا ضمن القواعد التي وضعناها فهو مستمر، وبما أن المستقبل موافق على هذه الأسس وعدم الخوض في مسائل خلافية (الأزمة السورية قتال حزب الله هناك سلاح المقاومة مبادرات وصفقات رئاسية على حساب عون..)، فإن حزب الله لن يكون الطرف المبادر الى الانسحاب من الحوار.

التقدير السياسي عند حزب الله أن «الحوار سيستمر»، وهذا التقدير موجود أيضا لدى الرئيس نبيه بري ولدى جهات نافذة في تيار المستقبل، وتحديدا الوفد الذي يفاوض باسمه في عين التينة.

وفي انطباعات هذه الجهات أن جلسة 11 الجاري ستعقد مع جدول أعمال جديد تفرضه المناخات السياسية الجديدة وسيكون وفد المستقبل البادئ في وضع النقاط على الحروف.

خلاصة الأمر، ان الحوار يجتاز قطوعا هو الأخطر منذ بدئه، ولكنه مستمر في المبدأ، خصوصا أنه بات حاجة وضرورة أكثر من قبل بعد الأزمة الاقليمية التي أججت الاحتقان والتوتر المذهبي من جهة، وعمقت أزمة الفراغ الرئاسي وأطالت أمده من جهة ثانية.