ينطلق معرض ديترويت الذي يشكل واجهة لصناعة السيارات في العالم، هذه السنة في اجواء افضل من سابقاتها مع عودة النمو رغم فضائح كبيرة خصوصا قضية فولكسفاغن.
ففي هذه النسخة من المعرض الذي يقام من 11 كانون الثاني/يناير الى الرابع والعشرين منه، ستقدم حوالى عشر شركات كبيرة في هذا القطاع نماذجها الجديدة.
ويتوقع ان تهيمن على المعرض السيارات من نوع “اس يو في” (متعددة الاغراض) و”كروس اوفر” وشاحنات “بيك آب” المجهزة بتكنولوجيا متطورة وهي المفضلة لدى الاميركيين.
وتسعى الشركات الاميركية “جنرال موتورز” و “فورد” و”فيات كرايسلر” الى الاضطلاع بدور رئيسي. فتقدم الاولى سيارة “بويك إنفيجين” وهي “اس يو في” مصنعة في الصين وموجهة للسوق الاميركية في خطوة غير مسبوقة.
وستكشف “فورد” عن النسخة التجارية لسيارتها الشهيرة “لينكولن كونتيننتال” التي يعاد تصنيعها بعد توقف دام 14 عاما.
اما “فيات كرايسلر” فينتظر ان تقدم سيارة “كرايسلر تاون اند كانتري” التي حققت نسخها السابقة مبيعات مرتفعة جدا.
اما على صعيد شركات صناعة السيارات الاوروبية، تقدم “ديملر” النموذج الجديد من “مرسيديس اي” وهي سيارة اساسية في مجموعتها من السيارات المتوسطة الى الفاخرة مع تجهيزات تكنولوجية متطورة تجعلها شبه ذاتية القيادة.
وينتظر تقديم سيارات جديدة اخرى اذ يعول الصانعون على عنصر المفاجأة لاحداث ضجة اعلامية خلال مناسبات كهذه. وثمة شائعات تشير الى ان “جنرال موتورز” قد تقدم نسخة جديدة من سيارة “كورفيت” الشهيرة في حين قد تقدم “فورد” على اعلان مهم في اطار السيارة الذاتية القيادة.
ولم ترشح اي معلومات عن شركة “فولكسفاغن” وماركاتها الفاخرة مثل “اودي” و”بورشه” التي تأثرت بفضيحة محركات الديزل المتلاعب بها من اجل التحايل على نتائج اختبارات مكافحة التلوث.
وستعرف الشركة الالمانية العملاقة التي تصنع 12 ماركة سيارات والتي تلاحقها السلطات القضائية الاميركية، عشية افتتاح المعرض ان كانت هذه الفضيحة ستكلفها صدارة ترتيب شركات صناعة السيارات في العالم التي كانت تأمل بالظفر بها بعدما تعادلت تقريبا مع شركة “تويوتا” اليابانية العام 2014.
اعتذارات من فولغكسفاغن؟
ويحضر الى ديترويت المدير العام للشركة الالمانية ماتياس موللر. ويتوقع محللون ومراقبون ان يقدم اعتذارات علنية لتحسين صورة المجموعة.
وتغيب عن المعرض خصوصا الاطراف الناشطة في مجال سيارات المستقبل من امثال “تيسلا” و “غوغل” و”آبل” و”اوبر” فضلا عن “ليفت و”اتييفا” و”نيكست اي في” و”فادرادي فيوتشر” و”موبيل آي” ونفيديا”. الا انها ستكون حاضرة في الاذهان لما قد يخلفه دخولها السوق من ثورة فعلية تعيد توزيع الاوراق. وحده مسؤول في “غوغل” التي تختبر راهنا سياراتها الذاتية القيادة في شوارع سيليكون فاليي سيشارك في طاولة مستديرة تنظم على هامش المعرض.
ويشكل غياب هذه الشركات وغياب جزء كبير من الماركات الفخمة مثل “كاديلاك” التي تفضل ان تعرض في نيويورك او لاس فيغاس، النقطة السلبية الوحيدة.
لكن المنظمين يؤكدون ان “ديترويت تبقى المكان الذي ينبغي ان تتواجد فيه كل شركات صناعة السيارات”. وهم رفعوا شعارا هذه السنة “كل الطرقات تؤدي الى ديترويت”.
الا ان عاصمة صناعة السيارات الاميركية القريبة من الحدود مع كندا عليها ان تتقاسم المجد من الان وصاعدا مع سيليكون فاليي التي تنوي المساهمة في رسم مستقبل وسائل النقل.
وبانتظار ذلك ادى تراجع اسعار النفط وفورة التكنولوجيات الى اقبال المستهلكين على شراء السيارات لا سيما في اوروبا والصين التي تبقى السوق الاولى عالميا رغم التباطؤ الاقتصادي المسجل فيها.
وتشهد السوق الاميركية حماسة بعد ست سنوات فقط على افلاس شركتي “جنرال موتورز” و “فيات كرايسلر”. ففي العام 2015 بيعت حوالى 17,5 مليون سيارة فيها وهو عدد قياسي منذ العام الفين.
وعلى العكس شهدت اسواق اميركا اللاتينية (البرازيل والارجنتين وفنزويلا) وروسيا تراجعا. وتعاني هذه الاسواق المهمة للشركات الاميركية من تراجع قيمة عملاتها ومصاعب اقتصادية.