قال مسؤول تنفيذي كبير في مجموعة صافولا السعودية للأغذية، إحدى الشركات السعودية القليلة العاملة في إيران، إنها تنوي الإبقاء على استثماراتها هناك رغم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
وتملك صافولا استثمارات كبيرة في مجال الزراعة تتركز في مجال إنتاج زيوت الطعام النباتية والسكر.
وقال المسؤول التنفيذي الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لقواعد الإفصاح في السعودية “كنا نعلم منذ البداية مخاطر العمل في إيران.. في الأمد الطويل ستتمتع صافولا بميزة تنافسية فور رفع العقوبات” المفروضة على إيران.
ويبدو أن تلك الإشارة التي أرسلتها صافولا تهدف إلى تفادي استمرار تراجع أسهمها الحاد ومنع انهيار سعر الأصول التي تملكها في إيران، بانتظار أن تتمكن من بيعها دون خسارة كبيرة، لأن استمرار عملها في إيران مستبعد في ظل قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية.
وتجد مجموعة صافولا نفسها في موقف محرج بسبب امتلاك الحكومة السعودية لحصة في أسهمها وهي تحاول الخروج من الأزمة بأقل الخسائر.
وفي هذه الأثناء أعلن الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، أمس، على حسابه في موقع تويتر أنه ألغى دراسة جميع المشروعات والاستثمارات في إيران، وذلك في ظل الخلاف الدبلوماسي بين السعودية والجمهورية الإسلامية.
وقال في تغريدة “ألغينا دراسة كل المشاريع والاستثمارات في إيران. لكنه لم يخض في مزيد من التفاصيل عن خططه الاستثمارية في إيران.
وأضاف أنه رفض طلبا من السفير الإيراني لمقابلته، وأنه أوقف جميع الرحلات التي تسيرها شركة طيران ناس الاقتصادية من وإلى إيران. وتملك شركة المملكة القابضة الذراع الاستثمارية للأمير السعودي حصة نسبتها 34 بالمئة في شركة الطيران منخفض التكلفة.
وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران يوم الأحد وجمدت العلاقات التجارية معها في اليوم التالي بعد اقتحام سفارتها في طهران ردا على إعدام الرياض لرجل دين شيعي بارز.
وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الاثنين أن الرياض ستقطع “جميع العلاقات التجارية” مع إيران بجانب وقف الرحلات الجوية وقطع العلاقات الدبلوماسية، بعد تصاعد التوتر بين الجانبين.
وتسببت تلك التصريحات في هبوط سهم مجموعة صافولا بـ11.5 بالمئة في البورصة السعودية في اليوم التالي، كما دفعت قناة “برس تي.في” التلفزيونية الإيرانية إلى التكهن بأن الشركة قد تبيع أنشطتها في مجال زيوت الطعام والسكر في إيران والتي تساهم بنحو 13 بالمئة من إجمالي إيرادات المجموعة.
وتشير أحدث التقارير السنوية لمجموعة صافولا إلى أنها تملك حصة نسبتها 90 بالمئة في شركة صافولا بهشهر، التي تهيمن على سوق زيوت الطعام الإيرانية بحصة سوقية تقارب 40 بالمئة.
كما تملك المجموعة بالكامل شركة صافولا بهشهر للسكر وشركة تولو بخش أفتاب للتوزيع في إيران.
وفي ظل امتلاك الحكومة السعودية لأكثر من 10 بالمئة في مجموعة صافولا، فقد عبرت المواقع الإلكترونية الإيرانية عن القلق من تعرض البلاد للخطر إذا لم تزود المجموعة السوق الإيرانية بالمنتجات الغذائية لأسباب سياسية في ضوء وجودها القوي المهيمن على سوق الغذاء الإيرانية.
ورغم أن الخلاف الأخير ربما أذكى هذه الشكوك، إلا أن معظم المحللين يرون أن الشركة ستبقى على مسارها وستحاول تجنب الخسائر.
وقال ديبانجان راي، المحلل في البنك السعودي الفرنسي في الرياض، “إنه أمر له تأثير سلبي على مجموعة صافولا.. لكن المجموعة موجودة في إيران منذ فترة طويلة وهذه ليست المرة الأولى التي تنشأ فيها حالة من الغموض الجيوسياسي. اعتقد أن بإمكانهم الصمود”.
ولطالما كانت العلاقات التجارية بين السعودية وإيران محدودة إذ لا يراهن سوى عدد قليل من الشركات، ومعظمها في قطاعي الأغذية والمنتجات الاستهلاكية، على إمكانية تحقيق أرباح رغم العقوبات الغربية والعداء السياسي.
وتدير شركة العوجان القابضة السعودية ذات الملكية العائلية عمليات تصنيع كبيرة في إيران منذ عام 2005. وتنتج العوجان مشروب رمضان الشهير “فيمتو” بترخيص من شركة نيكولز البريطانية ولديها مشروع مشترك بقيمة مليار دولار مع مجموعة كوكاكولا الأميركية.
وتحمل شركة العوجان إيرانيان الصناعية، وهي شركة مساهمة خاصة مقرها طهران، ترخيصا بتصنيع وتوزيع منتجات راني للمرطبات.
وتقوم شركة كاوه لعلب الألومنيوم التابعة للعوجان والتي تأسست في عام 2009 في مدينة كاوه الصناعية بتزويد شركة عوجان إيرانيان الصناعية وكوكاكولا وبيبسي وعلامات أخرى بالعلب للبيع في إيران.
وأحجم متحدث باسم شركة العوجان عن التعقيب على ما إن كان الخلاف الدبلوماسي سيؤثر على عمليات الشركة.
ويقوم منتجو الذهب الإيرانيون أيضا بالتصدير للمستهلكين السعوديين، لكن رئيس اتحاد منتجي المجوهرات في إيران قال أمس إن قطع العلاقات التجارية مع السعودية لن يؤثر على القطاع. ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن عباد الله محمد والي قوله “يمكننا إيجاد سوق جديدة بسهولة”.