أوضحت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، في بيان لها، أن “حكومة اليابان قدمت منحة عاجلة بقيمة 2 مليون دولار أميركي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدعم حاجات المجتمعات المضيفة والنازحين السوريين في لبنان، وذلك لتدعيم الاستقرار بين أكثر من مليون لاجىء سوري إلى لبنان والمجتمعات المضيفة التي تعاني في محاولتها للتكيف مع توافد النازحين”.
أوتسوكا
وأشار السفير الياباني في لبنان سيتشي أوتسوكا إلى أن “هذه المنحة المقدمة إلى المفوضية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ستؤمن للفئات الأكثر ضعفا الحماية والدعم اللازمين، وستحفز الاقتصاد المحلي من خلال تعزيز قدرة المجتمعات المضيفة وخلق فرص مدرة للدخل. وستواصل اليابان تقديم الدعم للدول المتأثرة بالأزمة السورية”.
وبحسب البيان “سيخصص مليون دولار من المبلغ لمشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة، وهو مبادرة مشتركة بين وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقع ضمن استجابة شاملة ومنسقة للأزمة في سوريا وآثارها على لبنان”.
درباس
بدوره، قال وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس: “لا يسعنا إلا أن نشكر الحكومة اليابانية الصديقة وأن نشكر مساعي سعادة السفير”، مؤكدا “أهمية هذه المساهمة الكريمة في دعم التوجهات الوطنية للاستجابة لتداعيات الأزمة السورية على لبنان ودعم الاستقرار والتنمية في المجتمعات المضيفة والنازحة. نرجو أن يكون هذا التبرع بداية وفاتحة لشركاء آخرين لكي يتطور هذا العمل بالإتجاه الذي رسمته الوزارة في دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة”.
ولفت البيان الى انه “بهدف تدعيم الأسس الاجتماعية، ستخصص المفوضية جزء من المبلغ المقدم لها، وهو النصف الثاني من الهبة اليابانية، لمواصلة تشغيل خمسة مراكز اجتماعية في البقاع لمدة ثلاثة أشهر إضافية، حيث شكلت تلك المراكز خلال السنوات الماضية مساحة آمنة للبنانيين والسوريين يمكنهم فيها الالتقاء والمشاركة في دورات لغوية وتدريب على المهارات والحصول على الدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجون إليه”.
أضاف: “المفوضية ستستخدم أجزاء من المبلغ في دعم برنامج اللاجئين المتطوعين التابع لها، والذي يعمل من خلاله أكثر من 500 نازح لتحديد الحاجات والمخاوف ووضع الخدمات المتوفرة في مجتمعاتهم والحلول الممكنة. ستساعد منحة اليابان أيضا المفوضية في دعم برامجها الرامية للوقاية من العنف الجنسي أو القائم على النوع الجنسي بين النازحين والمجتمعات اللبنانية المضيفة وحماية الأطفال من الجنوح نحو “آليات تكيف سلبية” كعمالة الأطفال والزواج المبكر”.
جيرار
وفي هذا الإطار، رحبت ممثلة المفوضية في لبنان، ميراي جيرار “بهذه المساهمة الكريمة من الشعب الياباني ترحيبا كبيرا”، وقالت: “لقد عانت المجتمعات اللبنانية والسورية اللاجئة خسائر ومآس هائلة خلال السنوات الماضية نتيجة الأزمة المستمرة. إن هذه المساهمة الكريمة من حكومة اليابان ستتيح للمفوضية مواصلة برامجها الأساسية كمواصلة تشغيل المراكز الاجتماعية التي تشكل مساحة لقاء تخفف من العبء النفسي عن اللاجئين كما المجتمعات اللبنانية المضيفة”.
وأوضح البيان أن “مشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة يعتمد مقاربة تشاركية لتحديد حاجات المجتمعات المختلفة. تلقى هذه المنهجية دعم وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بما يضمن توافق المشاريع المنفذة مع الاستراتيجيات الوطنية للحكومة اللبنانية. في العام 2014، تم تطبيق المنهجية في 48 بلدية محتاجة، وهذا العام تم اعتمادها في 100 بلدية إضافية”.
أضاف: “كما سيعمل المشروع من خلال هذه المنحة على دعم النشاطات والبنى التحتية الزراعية في بلدة قب الياس، البقاع. وفي حين تعد الزراعة مصدر الدخل الأساسي في المنطقة، سيساهم بناء قنوات الري وتوسيعها وإعادة تأهيلها في تعزيز الوصول إلى الخدمات الزراعية ويزيد من الفرص المدرة للدخل في البلدة، كما أنه سيحسن من إدارة المياه والحفاظ على الموارد المائية. يعود المشروع بالنفع على نحو 12 ألف شخص من السكان المحليين. وستساهم الدورات المهنية واستراتيجيات تطوير الأعمال الأساسية في دعم سكان البلدة”.
لازاريني
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني: “حين يبدأ الناس بالاهتمام لأمر الآخرين، فإن العالم يصبح مكانا أفضل. لقد أظهرت اليابان وشعبها التزاما كبيرا بدعم المجتمعات اللبنانية المضيفة واللاجئين السوريين منذ بدء الأزمة في سوريا”، مؤكدا أن “مساهمة اليابان ستساعد في التخفيف من معاناة المجتمعات الأكثر ضعفا في لبنان”.
ولفت البيان أن “البنية التحتية المتهالكة في لبنان قد عانت من الضغوطات التي رافقت التدفق الكبير للنازحين السوريين ويشكل دعم توفير الخدمات الأساسية وتحسين مصادر الدخل وبناء القدرات للمؤسسات العامة والإدارات المحلية ركيزة في تفكيك النزاعات المحتملة وتحسين سبل عيش النازحين كما المجتمعات المضيفة”، مؤكدا ان “مشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة سيتمكن من خلال هذه المنحة العاجلة من حكومة اليابان من تدعيم الجهود التي يبذلها للتخفيف من تأثير الأزمة السورية على المجتمعات المحلية الضعيفة والمساعدة في بناء مستقبل أفضل للبنانيين جميعا بما يعزز قدرتهم على مواجهة الأزمات”.
وخلص البيان الى الاشارة الى أن “الحكومة اليابانية قدمت منذ العام 2013 أكثر من 40 مليون دولار للوكالات العاملة في لبنان لمساعدة البلاد على التكيف مع الأزمة غير المسبوقة وإتاحة الفرصة للنازحين والمجتمعات المضيفة للعيش معا بسلام وكرامة”.