أدت العاصفة التي اجتاحت منطقة البترون الى ارتفاع مستوى أمواج البحر عند شاطىء المدفون، ما تسبب بأضرار في المنتجعات والمطاعم والمؤسسات وتحطيم مفروشاتها. كما تحولت الطرق الى أنهار من المياه، بسبب غزارة المياه التي ترافقت مع تساقط البرد على الساحل البتروني.
وعلى طريق الهرمل ـ مرجحين ـ مشمش عزلت الثلوج المواطن م.خ من بلدة حرار وهو عائد بسيارته منفرداً على طريق. وقد وجه نداءً عاجلاً عبر رسالة صوتية تم تناقلها عبر “الواتس آب” لنجدته واجلائه مع سيارته قبل حلول الليل. وقال إنّ سماكة الثلوج عالية جداً وليس في الممكن التقدم، وثمة حاجة كبيرة لتأمين جرافة لفتح الطريق.
هذا وأجرى رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الاله زكريا اتصالاً بالشخص المحاصرة سيارته لتحديد موقعه والطريق الاقرب للوصول اليه. ولاحقاً أفاد في إتصال هاتفي أنه تمكن بمساعدة عدد من أبناء هذه المنطقة من الوصول الى احد المنازل في مرجحين بانتظار فتح الطريق.كما توجهت سيارة اسعاف تابعة للصليب الاحمر من مركز حرار ـ عكار، بالاضافة الى جرافة تابعة لاتحاد بلديات جرد القيطع لفتح الطريق واجلاء السيارة ونقل السائق الى بلدته.
العاصفة تسببت أيضا بأضرار في منطقة بنت جبيل، لا سيما في بلدتي يارون والطيري. وإقتلعت الرياح العديد من الاشجار بالاضافة الى الخيم البلاستيكية الزراعية وأعمدة الكهرباء، ما أدى الى إنقطاع التيار الكهربائي كذلك الى تطاير العديد من خزانات المياه من على أسطح المنازل وتحطيم لافتات إعلانية.
وتشهد بلدة يارون إنقطاعا في التيار الكهربائي وفي الخطوط الهاتفية، وناشدت البلدية المسؤولين في شركة الكهرباء والهاتف العمل على إصلاح الأعطال التي سببتها العاصفة.
إلى ذلك، أوضحت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان لـ”المركزية” أن الأضرار التي منيت بها على مستوى التوزيع عولجت بالإجمال، وتم إصلاح المحوّلات التي احترقت بسبب العاصفة واستبدال أخرى.
وعلى مستوى الإنتاج، لفتت المصادر إلى أن “في فترة ذروة الإستهلاك، يرتفع منسوب الضغط على الشبكة مع ارتفاع معدلات الطلب على الطاقة”، وأشارت إلى أن المجموعة البخارية في كل من دير عمار والزهراني، تخضع للصيانة، لكن في المقابل وضعت المؤسسة مجموعات الإحتياط في صور وبعلبك لتعويض نقص الإنتاج وتوقف استمداد الكهرباء من سوريا.
وتابعت: من هنا تعمل المؤسسة على الإفادة من كامل كميات الإنتاج لديها لتأمين أكبر عدد ممكن من ساعات التغذية بالتيار الكهربائي للمواطنين.
وأكدت المصادر ذاتها أن” شركات مقدّمي الخدمات بإشراف المؤسسة، قامت بواجباتها في هذا السياق على الصعد كافة تماشياً مع العاصفة. وتحاول المؤسسة تأمين أكبر قدر ممكن من التيار عبر وضع مجموعات الإحتياط في الخدمة في فترة الذروة لتأمين الفرق”.
وكما في بيروت والمناطق، كذلك في جبيل حيث استعادت المناطق الجبيلية وضع التيار الطبيعي، بعد إصلاح الأعطال الناجمة عن العاصفة الثلجية الأخيرة التي أدّت إلى ارتفاع الطلب على التيار الكهربائي بما يفوق حجم الإنتاج.
مصادر في شركة كهرباء جبيل أوضحت لـ “المركزية” أن “من الطبيعي تعرّض الشبكة للأعطال المتكررة بفعل العواصف والرياح نتيجة العاصفة التي ضربت لبنان في الأيام الأخيرة”، مؤكدة حرص الشركة على تأمين أفضل خدمة للتيار الكهربائي للمواطنين ضمن نطاق امتياز كهرباء جبيل، بالرغم من الأزمة التي تطال قطاع إنتاج التيار في البلاد.
وأضافت المصادر أن “شركة بيبلوس للتعهّدات الكهربائية” تعمل بالتنسيق مع فاعليات المنطقة وشركة كهرباء جبيل، “على تأمين التيار البديل في خلال ساعات التقنين ضمن أفضل الخدمات والأسعار، مع فريق صيانة يعمل 24/24 ساعة ويسهر على إصلاح الأعطال في الظروف المختلفة”.