تقرير خالد مجاعص
عاشت كرة السلة اللبنانيّة في انطلاقة مرحلتها الثانية من موسم الـ2016 منعطفاً قد تكون له تداعيات كبيرة على المنافسة على البطولة هذا الموسم. فنتيجة لقاءي ليلة الخميس العاصفة من ناحية الطبيعة حملت نتائج قد تكون عاصفة في لعبة كرة السلّة. فالحكمة كما الشانفيل سقطا بطريقة دراماتيكيّة، بحيث خسر الفريق الأخضر ثقته وخبرته التي ميّزته لعقدين عن كلّ الفرق الأخرى، بينما خسر الشانفيل في المقابل دفاعاته التي ميّزته على مدى عقدين.
فمن ناحية الفريق المتنيّ، من كان ليصدّق أنّ الشانفيل الذي يدرّبه المدرّب المحنّك غسان سركيس سيتلقّى في خلال مباراتين 237 نقطة، وهو مجموع نقاط تلقّاه نادي الشانفيل في مباراتين، 114 نقطة أمام الهومنتمن و123 نقطة أمام المتّحد، علماً أنّ الفريق المتنيّ كان يتلقّى هذا العدد من النقاط في خمس مباريات، وليس في مباراتين. فبعبارة واحدة، فقد فريق الشانفيل مقوّماته الجماعيّة، وتعطّلت دفاعاته لكي لا نقول بأنّها تدمّرت. فما هو مؤكّد أنّ المدرّب غسّان سركيس سيعمد سريعاً إلى إيجاد حلول دفاعيّة، وذلك عبر إجراء تغييرات سريعة في طريقة اللعب، ومن الممكن أن تصل سريعاً إلى تغيير في لاعبيه الأجانب.
فبعد يومين على سقوطه أمام الهومنتمن، سقط الشانفيل مجدّداً، وهذه المرة امام المتحد في طرابلس بنتيجة نهائية 123-115، في مباراة هجومية بامتياز تفوقت على اللعب الدفاعي، وهذا ما ظهر واضحاً من لحظة انطلاقها الى نهاية الجزء الأول بتقدم المتحد بنتيجة 63-53، لينطلق الجزء الثاني بوتيرة هجومية صاروخية حسمها المتحد بنتيجة لم يتوقعها احد 123-115.
لقاء كان نجمه الاميركي ريشاون تيري لاعب الشانفيل السابق والذي سجل للمتحد 45 نقطة، بينما سجل زميله راميل كوري 23 نقطة.من ناحية الشانفيل كان نيكولوس مرة جديدة الأفضل بتسجيله 17 نقطة و15 ريباوند ودي شوون سيمز 23 نقطة.
وبالعودة لمباراة الحكمة والتضامن في غزير فقد سقط الحكمة بطريقة قاسية 94-81.
وقد جاء الجزء الأول من اللقاء متكافئ بحيث لم يتمكن اي من الطرفين احداث سيطرة على الأخر، فانتهى هذا الجزء بتقدم بسيط لفريق الذوق 46-42.
ومع انطلاق الجزء الثاني من اللقاء، بدا واضحاً ان الثنائي الصربي في فريق التضامن كان يخبئ مفاجاة لمضيفه من العيار الكبير، وذلك بأخذهما اللقاء على عاتقهما، فسيطرا كلياً على لاعبي وأجانب الفريق الأخضر. فالصربي فلادان سيطر على نقطة الارتكاز وسجل 28 نقطة و10 ريباوند. بينما فرض زميله برانكو نفسه قائداً للمباراة بتسجيله 36 نقطة بتقنية عالية ومن دون ان يقسو حتى على نفسه.
من ناحية الحكمة فقد سجل كلٌ من ديون ديكسون 23 نقطة ومايك ايفينبيرا 19 نقطة وايلي رستم 16. نقاط لم تكن كافية بإعادة الفريق الأخضر الى جو المباراة طوال الربعين الثالث والرابع من المباراة، ليتأكد بما فيه الشك ان المدرب الثعلب للفريق الأخضر فؤاد ابو شقرا سيصارح ادارته بأن تترك الكلمة له فنياً، وعندها سيعود المدرب ابو شقرا الى ما يتقنه تماماً، وهو ايجاد قائد فعلي للفريق يتطابق الرؤية معه، ليكون صمام معنوي يعيد الثقة لزملاءه وينفذ بطريقة فعالة تعليماته لإعادة صورة الحكمة قلعة كرة السلة اللبنانية.
فالأكيد ان المدربين ابو شقرا و سركيس سيتسابقان مع الوقت لأعادة هالة القوة الى فريقيهما، بحيث سيبحث ابو شقرا عن قائد لمجموعته وسركيس عن هداف زائد اسلوب دفاعي قديم جديد. ويبقى السؤال، من سيسبق الأخر خاصة وان القدر سيجمعهما في مواجهة القمة (بين فريقيهما الشانفيل والحكمة يوم الأحد المقبل عند الساعة الرابعة من بعد الظهر) في لقاء قد يكون بمثابة مباراة حياة أو موت.