Site icon IMLebanon

«فلاديمير» تُطلق موسم السياحة الشتوية


باسكال صوما

أطلقت «فلاديمير» موسم التزلّج السياحي في لبنان لهذا الموسم. ومن حسن حظ المؤسسات والمنتجعات السياحية أن العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان (فلاديمير) جاءت في فترة الأعياد والعطل الرسمية، فكانت انطلاقة مباركة لهذه السياحة التي يتفرّد فيها لبنان في المنطقة المحيطة.
وإذ يثني أصحاب مراكز التزلّج على غزارة العاصفة الثلجية التي استمرّت أياماً عدة وكلّلت الجبال بالزائر الأبيض، إلاّ أنهم يأملون بطبيعة الحال أن يشهد لبنان المزيد من الثلوج حتى تتراكم في ساحات التزلّج، ما يجذب السياح والمغتربين لممارسة رياضة التزلج، وبذلك تستطيع المؤسسات السياحية أن تنتعش وتستمرّ، ما ينعش المناطق التي تتواجد فيها كالزعرور وعيون السيمان والأرز وغيرها من المناطق الجبلية التي يقصدها محبّو الثلج والتزلّج كباراً وصغاراً. كما يأمل أصحاب المؤسسات أن ينعم لبنان ببعض الاستقرار السياسي والأمني حتّى تنتعش القطاعات كافّةً.
الاسعار تنخفض
في هذا السياق، يوضح رئيس «نقابة المنتجعات السياحية في لبنان» جان بيروتي لـ»السفير» أنّ «مراكز التزلّج قد فتحت كلّها بفضل العاصفة الثلجية الأخيرة التي أنذرت بشتاءٍ مبكر»، مستدركاً بالقول: «لكن نأمل أن يتساقط المزيد من الثلوج حتّى تزدهر سياحة التزلّج، إثر تراكم الثلوج على منصات التزلّج». ويشير إلى أنّ «فترة الأعياد شهدت حركة في مناطق التزلج، إنما أغلبية الزائرين كانوا لبنانيين أو مغتربين يعملون في الدول العربية المجاورة، أما حركة السياح العرب والخليجيين فكانت طفيفة جداً». ويُلفت بيروتي الانتباه إلى أنّ «نسبة الإشغال ليلة رأس السنة وصلت في معظم الفنادق الى 95 في المئة، إنما لليلة واحدة فقط، فيما تراوحت هذه النسبة بين الـ60 والـ65 في المئة في الأيام الأخرى أي في محيط العيد، وهذه النسب شملت مناطق التزلّج كسواها من المناطق اللبنانية».
في المقابل، يتطرّق بيروتي إلى مسألة الأسعار الفندقية لاسيما في مناطق التزلّج هذه، موضحاً أنّ «الأسعار تأثّرت بطبيعة الحال بالوضع الاقتصادي وعدم الاستقرار الأمني والسياسي خلال هذه الأعوام الأخيرة، إذ تضطر المؤسسات السياحية على اختلافها لتقديم أسعار مخفّضة للزبائن، إضافةً إلى الحسوم المغرية، حتى تستطيع الاستمرار ولا تذوب في المنافسة، علماً أنّ القدرة الشرائية لدى اللبنانية متراجعة بشكلٍ كبير». ويأمل أن «تنشط حركة السياحة الشتوية في عطل نهاية الأسبوع لأنّ المنتجعات تعتمد عليها بشكلٍ كبير».
كما يرى بيروتي أنّ «وضع السياحة بشكلٍ عام وخصوصاً السياحة الشتوية التي نحن في صددها، يعتمد بشكلٍ أساسي على الاستقرار السياسي، ذلك أننا نعيش في منطقة تعاني من الاضطرابات والحروب، وبالتالي فإنّ إقحام لبنان بهذه الأزمات يؤثر سلباً على كل القطاع الاقتصادي بما فيها قطاع الخدمات لاسيما السياحة التي تستدعي أمناً وأماناً حتى ينجذب السياح إلى زيارة لبنان وممارسة رياضة التزلج فيه».
مراكز التزلّج
يعود الإقبال على التزلّج في لبنان الى ثلاثينيات القرن الماضي وتمّ إنشاء أولى مصاعد التزلّج في الخمسينيات في منتجع الأرز. واليوم يتميّز لبنان بمنتجعاته المجهّزة والتي يتخللها عدد من المنحدرات الصالحة للتزلّج، ومراكز مخصصة لتلبية حاجات المتزلّجين وراكبي ألواح التزلّج ذوي المهارات المختلفة. وتعتبر منطقة فاريا – عيون السيمان، التي تبعد عن بيروت حوالي 46 كيلومتراً، من أهم مراكز التزلج في لبنان والشرق الأوسط وتضمّ 16 حلبة للتزلج. وتقدّم الفنادق في تلك المنطقة خدمات عدة بحيث يستطيع نزلاؤها ممارسة رياضات أخرى إضافةً الى التزلج. اما بلدة فقرا، فتعلو حوالي 1750 متراً عن سطح البحر، وتستقطب آلاف السياح، كما جذبت العديد من وجوه السياسة والفن للسكن فيها أو لتمضية العطل والإجازات، نظراً لجمال الطبيعة والمناخ.
ومن مناطق التزلج المعروفة أيضاً اللقلوق وقناة باكيش اللذان يستقطبان هواة هذه الرياضة، وأيضاً محبي التمتع بمشاهدة جبل صنين الذي يقع قبالة هذه المراكز. وتنتشر في اللقلوق الذي يبعد 62 كلم عن بيروت فنادق وشاليهات بأسعار مختلفة. كذلك منطقة الزعرور التي تقع على ارتفاع يفوق الألفي متر عن سطح البحر وتستقطب السياح والسكان المحليين. أما في الأرز المنطقة التي يغطيها الثلج لأشهر طويلة من السنة فيستطيع هواة التزلج ممارسة رياضتهم على ارتفاع 3000 متر، وتعتبر أعلى نقطة تزلج في لبنان.
وأمس، ترأس وزير السياحة ميشال فرعون اجتماعاً للبحث في إطلاق موسم التزلّج في لبنان حضره المدير العام للأشغال طانيوس بولس، المدير العام لوزارة السياحة ندى السردوك، العميد ميلاد كنعان والنقيب علاء بصبوص من قيادة الجيش، جورج كتانة والكس نعمة من الصليب الأحمر اللبناني، العميد جان غريب من الشرطة السياحية، أمين ذبيان رئيس الضابطة السياحية، رئيس بلدية كفرذبيان جان عقيقي، رئيس بلدية بشري انطوان طوق، رئيس اتحاد التزلج شربل سلامة، إضافة إلى ممثلين عن محطات التزلج في الأرز، فقرا، كفرذبيان، الزعرور، المزار، اللقلوق. قال فرعون: «لقد اجتمعنا اليوم مع محطات التزلج في لبنان، حيث لاحظنا وجود نقلة نوعية على صعيد السلامة العامة وضرورة وجود تقارير فنية تؤكد هذه السلامة». أضاف: «لقد تجاوبت معنا محطات التزلج بعدم زيادة أسعار التزلج هذه السنة، ونحن بالتالي بانتظار الثلج لكي تباشر هذه المحطات موسمها الشتوي، حيث نأمل أن تكون السياحة الشتائية مميزة وأن لبنان حاضر لاستقبال المتزلّجين والسياح من مختلف دول العالم ، وأن تعمل وزارة الداخلية على زيادة عناصرها خلال «الويك اند» والفرص لمعالجة أزمة السير وتسهيل عمل الصليب الأحمر وتأمين وصول المتزلجين كلهم».