مع عودة الحديث عن عقوبات تطال حسابات نواب “حزب الله” في المصارف اللبنانية إلى الواجهة، بعدما تبلغت جمعية المصارف القرار الأميركي الأخير الذي فرض حظراً على أموال الحزب،
أوضح الخبير المالي والإقتصادي الدكتور غازي وزني لـ”المركزية”، أن “جواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس مجلس النواب نبيه بري على الموضوع، يؤكد الصفة الرسمية لنواب الحزب لكونهم يمثلون الشعب وبالتالي يحق لهم توطين رواتبهم في المصارف، لأن المسألة تتعلق بالسيادة الوطنية ولا تتعارض مع القوانين والتعاميم الدولية التي لم تطلب التنازل عن ذلك”، وتابع: كذلك أكد الجانبان أن رواتب هؤلاء النواب بالليرة اللبنانية ويتقاضونها مباشرة من الخزينة العامة للدولة، ما يعني أن التداول برواتبهم يبقى داخلياً، وبالتالي لن يفتحوا بها حسابات في إطار عمليات مصرفية وتجارية أو تحويلات وغيرها. من هنا لا تتعارض رواتب نواب الحزب مع القوانين والتعاميم المالية الدولية، ما يستدعي عدم المغالاة في هذا الإطار ببعض الإجراءات والتدابير، وذلك انطلاقاً من أسباب عدة، أوّلها إعلان “حزب الله” أن لا أموال له في المصارف اللبنانية لعدم إحراجها، كما أكد أنه لا يتعاطى ولا مؤسساته مع المصارف اللبنانية، ثانياً يقرّ مجلس النواب كل التشريعات القانونية والمالية اللازمة لحماية القطاع المصرفي اللبناني كي يبقى منسجماً مع التعاميم والقوانين الدولية، يضاف إلى ذلك تأكيد الرئيس السابق لجمعية المصارف الدكتور فرانسوا باسيل أن “لا ضغوط على القطاع المصرفي اللبناني حالياً”، وأخيراً يجب التذكير بتعاون المصارف اللبنانية بشكل كامل مع الجانب الأميركي في هذا المجال بهدف توضيح أي أمر يجنّب لبنان إشكالات مالية أو مصرفية.
ولفت إلى أن “المصارف اللبنانية تتبع عادة قانون النقد والتسليف، لكنها في الوقت نفسه ملزمة التقيّد بالقوانين الدولية ولا سيما تلك الصادرة عن الولايات المتحدة الأميركية، لأن اقتصادها مدولر وغالبية ودائعها بالدولار الأميركي، لكنها في الوقت ذاته لا تريد الخروج من المنظومة المالية العالمية”.
وإذ شدد على أهمية تقيّد المصارف بالقوانين والتشريعات المصرفية والمالية الدولية، دعا “البعض منها إلى تجنّب المغالاة في الموضوع كي لا يدفع بعض المواطنين أو العملاء ثمن إجراءات ناتجة عن مخاوف مصرفية”.
ورأى رداً على سؤال، أن “الحل الأنجع في الموضوع، هو عقد لقاءات دورية بين حاكمية مصرف لبنان وجمعية المصارف توصلاً إلى طريقة التفاهم الأجدى للبنان”.