عبدالإله مجيد
أعلنت شركة ارامكو السعودية انها تدرس طرح اكتتاب عام في السوق المالية لتمكين المستثمرين من المساهمة في اصولها.
وقال محللون ان ارامكو ستنتزع من شركة آبل البالغة قيمتها السوقية نحو 530 مليار دولار، لقب الشركة الأعلى قيمة في التاريخ.
وسيكون فتح الشركة للمستثمرين أكبر خطوة في سياسة المملكة الاقتصادية منذ تأميم ارامكو في السبعينات.
وتملك ارامكو السعودية احتياطات نفطية ثابتة تبلغ 260 مليار برميل أو خُمس نفط العالم واحتياطات من الغاز تبلغ 283 تريليون قدم مكعب أو رابع اكبر احتياطات غازية في العالم.
ويعمل في ارامكو أكثر من 56 الف شخص ولديها اسطولها الخاص من الناقلات العملاقة وشبكة من المصافي.
وقالت مجلة بتروليوم انتليجنس ويكلي التي تصنف شركات الطاقة وفقا لحجم ارصدتها ان ارامكو تأتي بالمركز الأول متقدمة على شركة النفط الوطنية الايرانية واكسون موبل بالمركز الثالث في حين جاءت شركة غازبروم الروسية العملاقة بالمركز العاشر.
وباستخدام المعايير نفسها في تقدير حجم الشركات تكون قيمة ارامكو السعودية 1.245 تريليون دولار أو ضعف قيمة آبل.
والأكثر من ذلك ان جاذبية ارامكو للمستثمرين أقوى من شركات نفطية كبرى مثل بريتش بتروليوم لأن استخراج نفط ارامكو أسهل من غالبية حقول بريتش بتروليوم.
ويقول محللون ان احتياطات ارامكو النفطية من المرجح ان تكون اكبر من تقديراتها وان لديها من النفط ما يغنيها عن التنقيب لاستثمار حقول جديدة.
وبالتالي فان قيمة ارصدتها الاجمالية الحقيقية قد تكون أكبر بكثير.
يضاف الى ذلك ان ارامكو السعودية اكثر استقرارا من آبل. إذ من الجائز ان تزيد مبيعات شركة مثل سامسونغ أو شركة صينية جديدة لم يسمع بها احد على مبيعات آبل من هاتف آيفون. ولا احد يعرف ماذا سيحدث خلال السنوات الخمس المقبلة في هذا القطاع.
من جهة أخرى يتسم النفط بكونه سلعة لا تنافسها سلعة مماثلة في سوق الطاقة. والتحدي الوحيد الذي يمكن ان يواجه النفط على المدى البعيد هو الطاقة النووية التي تعترض انتشارها عقبات سياسية وبيئية كأداء.
كل هذا يجعل ارامكو السعودية الشركة الأقوى جاذبية في السوق المالية إذا قررت دخولها باكتتاب عام. وفي حين ان من الصعب تقدير قيمة ارامكو الحقيقية فالمؤكد ان قيمتها ستقزم قيمة آبل، بحسب المحللين.
واعلن ولي ولي العهد محمد بن سلمان ان القرار النهائي سيُتخذ خلال الأشهر القليلة المقبلة في اطار “ثورة ثاتشرية”.
وقال في حوار مع مجلة الايكونوميست انه متحمس لهذه الخطوة ويعتقد انها لمصلحة السوق السعودية ومصلحة ارامكو.
واشارت مجلة الايكونوميست الى ان 5 في المئة من ارامكو يمكن ان تُطرح للاكتتاب الأولي في الرياض ثم تُرفع النسبة لاحقا ولكن المملكة ستحتفظ بما يضمن سيطرتها على الشركة.
وتدير ارامكو السعودية أكثر من 100 حقل نفطي وغازي في المملكة وانتجت 3.4 مليارات برميل من النفط في عام 2013.
كما تدير حقل غوار، اكبر حقل نفطي في العالم، وحقل السفانية، اكبر حقل نفطي بحري في العالم.
وبسبب حجم الشركة فان تسجيلها في السوق سيحقق موارد مالية كبيرة للمملكة في وقت هبط سعر النفط الى أقل من 35 دولارا لأول مرة منذ نحو 11 سنة.