IMLebanon

العين الدولية على لبنان!

lebanon-flag

أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّه على الرغم من أنّ منسوب القلق اللبناني الرسمي والشعبي بلغ مستوى عالياً ازاء احتمال ترجمة الاحتقان الاقليمي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية على المسرح اللبناني، خصوصاً وانّ تداعياته برزت جلياً في المواقف الملتهبة بين قيادتي تيار المستقبل وحزب الله اللذين انخرطا في مسلسل سجالات تضمّن اتهامات من العيار الثقيل استدعت ردات فعل مباشرة ووضعت مصير الحوار الثنائي بينهما على المحك، فإنّ مصادر سياسية نقلت لـ”المركزية” عن شخصية وزارية سابقة من فريق “8 آذار” تسنى لها أخيراً زيارة عدد من دول المنطقة المعنية بالحماوة السياسية قولها انّ لبنان في أمان والعين الساهرة عليه محليا وخارجيا ما زالت تقيه مخططات الاشرار وكفيلة باحباط ايّ محاولة لهز استقراره او تعكير صفو أمنه لاسيما ان الاجهزة الامنية اللبنانية ماضية في مسيرة تعقب العناصر الارهابية وخلاياها النائمة وتمكنت من تحقيق انجازات نوعية على هذا المستوى في الآونة الاخيرة.

وتوضح المصادر لـ”المركزية” انّ اياً من الاطراف المعنية بالتصعيد ليس في وارد الذهاب أبعد مما ذهب اليه والسجال سيبقى مضبوط الايقاع وتحت سقف مقتضيات التهدئة الامنية التي يدرك الجميع انها الحصانة الوحيدة للبنان في ظل موجة الفراغ والشغور والتعطيل وسياسة النكايات التي تتحكم بالبلاد منذ اكثر من عام وثمانية اشهر، لافتة الى أنّ الطرفين المعنيين تحديدا، اديا قسطهما للعلى من زاوية المطلوب منهما ازاء مواكبة ما يجري في الاقليم، وهما على يقين بمدى خطورة اللعب بالوضع الداخلي نسبة لحساسيته البالغة، ويؤكدان الحرص على الاستقرار في مجمل المواقف الصادرة عنهما.

وتؤشر الى انّ المرحلة المقبلة يفترض ان تشهد عودة للهدوء لمواكبة مسار التسويات السياسية في المنطقة وفي شكل خاص السورية التي ستشهد اولى جولاتها الفعلية من المفاوضات بين المعارضة والنظام في 25 الجاري بعدما ابلغت الحكومة السورية اليوم مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا موافقتها على حضور اجتماعات جنيف في الموعد المقترح، واكدت ضرورة الحصول على قائمة التنظيمات الارهابية وقائمة باسماء الشخصيات السورية المشاركة في مفاوضات جنيف.

ومواكبة لاجواء التهدئة المطلوبة بعد التصعيد الكبير، تلفت المصادر الى المعلومات التي تحدثت عن استئناف الاجتماعات الامنية بين مسؤولين ايرانيين وسعوديين في عُمان متجاوزة حماوة المناخ السياسي بين الطرفين لتؤكد ان هذه الاجتماعات تشكل توطئة لاخرى على المستوى السياسي يفترض ان تعقد في وقت غير بعيد لتعيد المياه الى مجاريها، معربة عن اعتقادها ان الجميع سيتخطون عاصفة اعدام الشيخ السعودي المعارض نمر النمر لان المصالح الدولية الكبرى تفترض تجاوز مطبات من هذا النوع كما تبين من حركة الاتصالات التي اعقبت التصعيد لا سيما الاميركية بالقيادتين السعودية والايرانية.

وتختم المصادر بالقول انّ التحذيرات التي اطلقها أكثر من مسؤول لبناني لا سيما وزير الداخلية نهاد المشنوق وبعض نواب تيار المستقبل ازاء امكان اهتزاز الامن ليست سوى منبهات وصفارات انذار لتعي القوى السياسية مسؤولياتها ازاء الاستمرار في نهج التصعيد السياسي.