تَعِد الامطار الغزيرة التي هطلت على بريطانيا في شهر ديسمبر كانون الأول أسهم شركات البنية التحتية وشركات الأعمال الهندسية البريطانية بآفاق أكثر اشراقا هذا العام مع منافسة هذه الشركات على عقود لإصلاح الأضرار التي سببتها العاصفة وتعزيز دفاعات الحماية من الفيضانات.
وسببت الفيضانات التي اجتاحت شمال انجلترا واسكتلندا أضرارا لآلاف المنازل والشركات حيث يقدر محللون لدى بنك سيتي جروب الأمريكي وشركة كاناكورد للسمسرة إجمالي الخسائر الاقتصادية بما يزيد عن ثلاثة مليارات جنيه استرليني (4.4 مليار دولار).
وبينما تضررت أسهم شركات تأمين مثل آر.إس.إيه وأفيفا ليتراجع الأول 7.3 في المئة والثاني و6.8 في المئة منذ 30 نوفمبر تشرين الثاني يتوقع مديرو صناديق ومحللون صعودا محتملا لأسهم شركات مثل كير جروب للأعمال الهندسية التي تقوم بإصلاح الطرق ورينيو هولدنجز التي تقدم وحدتها أمكو خدمات صيانة لشركة نتويرك ريل.
وقال مستثمرون في القطاع أن من المرجح ان تحصل شركات مثل بولي بايب لصناعة الأنابيب ومارشالز للرصف على عقود من السلطات المحلية.
ومن المنتظر أن تستفيد أيضا شركات تجزئة مثل دي.إف.إس فيرنتشر ودنيلم من أعمال إعادة التأثيث.
ولا يزال التأثير على الأسهم متباينا حتى الآن. فمنذ 30 نوفمبر تشرين الثاني تراجع سهما بولي بايب وكير بنحو أربعة في المئة رغم أنهما سجلا أداء أفضل من مؤشر فايننشال تايمز للأسهم البريطانية الذي هبط 6.4 في المئة في الفترة نفسها بينما زاد سهم مارشالز 0.6 في المئة وسهم رينيو 6.6 في المئة.
وسيستغرق الانحسار التام للأضرار الاقتصادية التي سببتها الفيضانات وقتا أطول. وفي زيارته لمدينة يورك التي غمرتها الفيضانات في 28 ديسمبر كانون الأول قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الحكومة تعهدت بالفعل بإنفاق 2.3 مليار جنيه استرليني (3.4 مليار دولار) على دعم دفاعات الحماية من الفيضانات على مدى السنوات الست القادمة وستدرس فعل المزيد.
وبعد ذلك بأيام تعهد كاميرون بحزمة تزيد عن 40 مليون استرليني.
وقال إريك مور مدير ميلتون إنكم فند التي تحوز أسهما في كير “إذا كان هناك تحرك على مستوى السياسات لإنفاق المزيد على دفاعات الحماية من الفيضانات فإن ذلك سيكون جيدا لشركات البنية التحتية.”
وكان قطاع بناء المساكن البريطاني الذي يضم اسهما لشركات مثل تايلور ويمبي أحد القطاعات الأفضل أداء في السوق في 2015 مع ارتفاع مؤشر تومسون رويترز لقطاع بناء المساكن في بريطانيا بنحو 40 في المئة. وربما تمنحها انشطة إعادة البناء بعد الفيضان دعما ثانيا في 2016 حيث من المتوقع أن تعزز أعمال إعادة الاعمار قطاع البناء في الربع الأول من 2016.
وقال كالوم بيكرنج الخبير الاقتصادي لدى بيرنبرج “سيعوض الصعود في الربع الأول الاتجاه النزولي (على الصعيد الاقتصادي) في الربع الأخير إلى حد بعيد.”
وأظهر مؤشر مديري المشتريات لقطاع البناء في بريطانيا أن النمو في صناعة الإنشاءات اكتسب قوة دفع في ديسمبر كانون الأول ارتفاعا من أدنى مستوياته خلال سبعة أشهر في نوفمبر تشرين الثاني. ورغم ذلك انكمش نشاط الهندسة المدنية للمرة الأولى منذ أبريل نيسان.
وقال ديريك ميتشل مدير صندوق الفرص لدى رويال لندن والذي تضم محفظته أسهما في كير وكيلر جروب للأعمال الهندسية “أتوقع أن تواصل أسهم شركات البناء أداءها الجيد مع توقعات بمزيد من الأعمال في إعادة بناء المناطق التي تضررت من الفيضان.”
وبجانب الإنفاق الحكومي المزمع لعلاج اثار الفيضانات فان مشروعات بناء حكومية أخرى تحفز المستثمرين من بينها خطة تشييد 100 ألف منزل بأسعار مخفضة وعد بها كاميرون خلال حملته الانتخابية العام الماضي.
وقال محللون إن هناك خططا لإقامة مشروعات بنية تحتية رئيسية حتى عام 2020 بقيمة نحو 80 مليار جنيه استرليني لم تتم ترسيتها بعد.
(الدولار= 0.6889 جنيه استرليني)