رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن “الجريمة التي ارتكبها النظام السعودي بحق الشيخ نمر باقر النمر هي جريمة موصوفة وعملية اغتيال بتصفية قوى تحررية وأصوات جريئة وشجاعة، لمنع أي تحول يحصل في المجتمع السعودي، وبالمقابل فإن أي كلام آخر هو تغطية على هذه الجريمة ومحاولة لتحريف الحقائق”.
فنيش، وخلال لقاء سياسي في بلدة شقراء الجنوبية، أكد أن “الوسيلة المتبعة من المملكة العربية السعودية هي استخدام التحريض الطائفي والعصبية المذهبية، وتصوير الصراع كأنه صراع بين السنة والشيعة”، مشددا على “ضرورة أن ينتبه الجميع من هذا الأسلوب، ويميزوا بدقة بين الخطوط السياسية ووسائل العدو.”
ورأى أن “إثارة موضوع مضايا يندرج في سياق تحويل الأنظار عن جريمة اغتيال النمر، لأن المسؤول عن مأساة الناس في مضايا وكفريا والفوعة ونبل والزهراء ودير الزور وغيرها من المناطق، هم هؤلاء المسلحون الذين يتحكمون ويتسلطون على الناس من خلال الممارسات الوحشية التي يرتكبونها”، داعيا “كل من يتحدث عن الحصار في مضايا بأن يتحدث عن الحصار الموجود في كل سوريا وألا يكتفي بالحديث عن بلدة معينة ويقوم بتزوير الحقائق وإلقاء المسؤولية على غير المسؤول عن هذا الحصار، ومن ثم يحرف الوقائع ويبالغ في التصوير، وهذا يعني أنه لا ينطلق في موقفه من مبدأ ولا من قيمة، بل ينطلق من حسابات التحريض والتزوير وتضييع الأمور والتغطية على ما اقترفت أيديهم من جريمة بحق الشعب في سوريا أو بحق الأحرار في بلدهم”.
وفي الشأن اللبناني رأى أن “هناك فارقا بين أن نعبر عن موقفنا السياسي، وبين الذي يرد على موقفنا السياسي بكيل الاتهامات أو باستخدام أسلوب لا يليق، والقول إننا نتدخل في شؤون السعودية، فإذا كان هذا بالنسبة لهم هو مبدأ، فنسألهم ماذا تقولون عن سوريا، أليس هذا تدخلا في الشأن السوري، وماذا تقولون عن إيران، أليس هذا تدخلا في الشأن الإيراني، وماذا عن هذا التحرك حول الموضوع المفتعل أي موضوع مضايا، أليس هذا تدخلا في شأن سوريا، وبالتالي فإن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنهم لا ينطلقون من ثابت، ولا من مبدأ، ولا من قيمة، بل يختارون ما يناسبهم، ويستخدمون الأسلوب الذي لا يليق بتنظيم الخلاف السياسي، ولا ينسجم مع أداء الحوار الذي هو نهجنا المعتمد في مقاربة الخلاف مع مختلف القوى”.
وأكد أن “الحوار في بلد كلبنان يتمتع بالحرية والتنوع هو الإمكانية الوحيدة لتنظيم الخلافات، فإذا شاء البعض أن يستمر به فأهلا وسهلا، وإذا لم يشاءوا، فهذا يعني أنهم هم من الذين يتراجعون ويصدرون المواقف ضد الحوار”.