Site icon IMLebanon

من يعترض على الإنتخابات البلدية؟

كشفت صحيفة “الحياة” أن رئيس مجلس النّواب نبيه بري أكد لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه مع إجراء الانتخابات البلدية في موعدها، معتبراً أن لا بد من احترام موعد إجرائها. كما أن المشنوق حصل على تأييد زعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون، الذي كان أصلاً اعترض على التمديد للبرلمان وطعن به.

وأفادت مصادر مطلعة لـ”الحياة” بأن المشنوق طرح الأمر على كتلة “المستقبل” النيابية التي ينتمي إليها، والتي جاء موقف غالبيتها العظمى مع إجراء هذا الاستحقاق، فيما سأل البعض عما إذا كان يمكن إجراء هذه الانتخابات في ظل استمرار الشغور الرئاسي من جهة والشلل الحكومي من جهة ثانية.

وينتظر أن يلتقي المشنوق، الذي يعتبر أنه لا يمكنه كوزير مسؤول عن المجالس البلدية وإجراء الانتخابات لتجديدها، أن يتجاوز هذا الاستحقاق، في الأيام المقبلة رؤساء أحزاب “الكتائب” النائب سامي الجميل والرئيس السابق أمين الجميل، حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقيادة “حزب الله”.

وإلى أن تكتمل أجوبة القيادات السياسية الرسمية، فإن الأوساط التي تخشى من أن يلحق استحقاق الانتخابات البلدية باستحقاق الانتخابات النيابية، إذا كان “حزب الله” سيعتمد المبررات نفسها التي أملت عليه التأجيل، نظراً إلى انشغاله في المعارك التي يخوضها في سوريا، لا سيما أن انخراطه في الحرب هناك توسع بدلاً من أن يتقلّص، وانتشاره ازداد بدلاً من أن يضمر، وخسائره البشرية تضاعفت مرات عدة هناك منذ عام 2013، حين أبلغ حلفاءه أنه يفضل ألا يخوض معارك انتخابية في وقت ينغمس في القتال على الأرض السورية.

وأشارت هذه الأوساط الى أن بعض قيادات الحزب أخذت تردد منذ الآن أنه بغنى عن الانخراط في لعبة التنافس العائلي في القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية التي لا بد من أن تظهر في الانتخابات المحلية والتي تحتاج الى استنفار آلته الحزبية على نطاق واسع لمعالجتها وإدارتها، بينما الكثير من كوادره منشغل عن المناطق بإدارة القتال في سورية.

وفي تقدير هذه الأوساط، أن الصراعات العائلية والمناطقية في الاستحقاق البلدي قد تربك الحزب، لا سيما إذا تمكن المعترضون على سياسته من استغلالها، وبالتالي قد يرى أن مصلحته تكمن في تأجيلها. وتذكّر هذه الأوساط بأنه قبل إجراء الانتخابات البلدية في لبنان عام 2010، كانت القيادة الإيرانية نصحت الحزب بتأجيلها تجنباً لبروز الصراعات العائلية أثناءها، لكن وزير الداخلية زياد بارود ورئيس الحكومة حينذاك زعيم تيار “المستقبل” سعد الحريري وفرقاء كثراً أصروا على إتمامها، وسمحت الإدارة المشتركة لها من الحزب والرئيس بري بتجاوز محاذير إجرائها على الحزب.

إلا أن الأوساط نفسها تتساءل عما إذا كان الحزب قادراً على تحمّل التباين بينه وبين حليفه العماد عون كما حصل في تأييده تأجيل الانتخابات النيابية مرتين، وفي التمديد للقيادات العسكرية، إذا استمر عون على إصراره على إجراء الانتخابات البلدية المقبلة.