Site icon IMLebanon

طعمة: مواقف بكركي من ترشيح فرنجية تأتي من الحرص على البلد

 

اعتبر عضو كتلة “المستقبل” النائب نضال طعمة أن مواقف الصرح البطريركي والعقلاء في البلد، التي تدعو إلى الاستفادة من الفرصة والمضي في ترشيح الوزير سليمان فرنجية، لم تأت من فراغ، وليست وليدة لحظة انفعال عاطفية، بل هي آتية من الواقعية السياسية ومن الحرص على البلد ومؤسساته واستمراره.

طعمة، وفي بيان، قال: “هؤلاء يرون أن ثمة من يعلن مواقف في الملف الرئاسي لا يريد حقا أن يعمل من أجلها، فلو كان “حزب الله” يريد فعلا وصول العماد عون لكرسي الرئاسة، لما كان فرنجية أصلا قد أقدم على لقائه مع الشيخ سعد. وإن هذا الكلام يؤكده بوضوح صمت حزب الله إزاء تأكيدات المرشح الرئاسي فرنجية على حصوله على الضوء الأخضر من السيد نصرالله. كيف نقرأ موقف حزب الله اليوم؟ ببساطة الحزب ملتزم أدبيا تجاه جمهوره وجمهور المسيحيين بالوفاء لعماد سلف الحزب ولم يحصل منه بعد على شيء سوى الكلام المعسول. ونفهم عدم حماس الحزب لوصول شخصية كشخصية عون إلى كرسي الرئاسة، لأن شخص عون بعد كل ما جرى معه لم يعد له ما يخسره، فمواقفه قد تكون خارج المعايير التي يراها الحزب ضرورية له إقليميا، وفي حال وصل إلى الرئاسة فهذا يعني أنه وصل إلى القمة، فمن يستطيع ضمان التزام عون الكافي، وهو الذي تغنى مع جمهوره مرارا بلقب المتمرد؟”

وسأل: “هل الخوف من انضباط عون الرئاسي يمكن أن يكون الهاجس الوحيد لحزب الله؟ بالطبع لا. إن تكريس معادلة أن يتولى المسيحي الأقوى سدة الرئاسة، تجعل الحزب ومن هم وراء الحزب، يفكرون في مرحلة ما بعد العماد عون. من سيكون المسيحي الأقوى؟ وهنا يبرز اسم الدكتور سمير جعجع، ما يفسر لنا لماذا قد يكون الحزب فعلا لا يحبذ وصول عون، كما يفسر لنا الحديث عن اندفاعة جعجع في اتجاه ترشيح عون”.

وتابع: “معروف أن للجيش اللبناني مكانة خاصة عند معظم أتباع عون، وأن له مكانة خاصة في أدبيات “التيار الوطني الحر”، ومفهوم السيادة يتناقض مع ازدواجية البندقية، كما أن التكيف مع منطق المقاومة لا يمكن أن يصل إلى أن تكون القوى الشرعية في إمرتها. فالانسجام في الخطاب السياسي يجعل العكس في أحسن الأحوال هو المطروح. وهذا يشكل سببا إضافيا ليجعل “حزب الله” غير متحمس كفاية لترشيح عون. إن المراقب لاندفاعة الزعيم الجنبلاطي تجاه ترشيح فرنجية، ومقارنتها بتلك التي حدثت إبان التقارب بين عون والحريري، مع الأخذ في الاعتبار حرص وليد جنبلاط على علاقة سوية مع حزب الله، بغض النظر عن الملف السوري يجعلنا نتلمس حقيقة مواقف الحزب ورغباته في ملف الرئاسة”.

وسأل: “بعد هذا العرض نسأل عن هل سيقدم جعجع حقا على ترشيح عون؟ وإن فعل فهل تستطيع هذه الخطوة أن تؤمن النصاب حقا؟ أم أنها ستدخل البلاد في دوامة جديدة؟ ويمكننا أن نسأل العون، هل التمس بحدسه السياسي الواقع المأزوم الذي يدخل البلد فيه فيمكننا بالتالي أن نتوقع منه تنازلا لمرشح وسطي، ما ينهي أزمة الفراغ في البلد؟”