كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:
يبدو أن الانتخابات الداخلية لـ”التيار الوطني الحر” تسير وفق البرنامج الزمني الذي وضعه مؤسس “التيار” العماد ميشال عون، ويتم استكمالها مع رئيس الحزب جبران باسيل، الذي يشرف عليها في شكل مباشر. فبعد تراجع موجة الاعتراضات التي رافقت تسلّم باسيل رئاسة الحزب من دون انتخابات ووفق اتفاق، ها هي الانتخابات الداخلية للهيئات المحلية وهيئات ومجالس الأقضية والانتشار التي ستجرى الاحد المقبل تشهد إقبالاً ودينامية خاصة، إذ يعوّل عليها معارضو باسيل في تثبيت وجودهم والاستمرار في معارضتهم من داخل الحزب أو حتى مراقبتهم سير الأمور التنظيمية الحزبية من الداخل. أولاً لاعتبار هذا الأمر من ضمن إطار العمل الحزبي السليم، وثانياً والأهم كي يكون لهم وجود في المجلس الوطني للحزب والمكتب السياسي، إذ إن المجلس يضمّ منسقي الأقضية المنتخبين وممثلي المهن والانتشار. أما المكتب السياسي فيضمّ الرئيس ونائبيه وثلاثة أعضاء يختارهم الرئيس، الى 6 أعضاء يتم انتخابهم ونواب الحزب في مجلس النواب.
لكن مهما تكن نتيجة الانتخابات الداخلية، فإن الاستعدادات جارية بحماسة لافتة وباهتمام عوني لا مثيل له، فهي المرة الأولى تُجرى انتخابات حزبية داخل “التيار”، علماً أن خطوة الانتخابات لطالما انتظرها مناصرو “التيار” لإيمانهم بأن تداول السلطة هو الأساس في تقدّم الأحزاب وفي أي عمل حزبي ناجح وفي تعزيز روح الديموقراطية والتجدد في الأحزاب، مما يساهم في تطورها وتحسين نوعيه العمل.
وهذه الانتخابات التي تجرى وفق قانون يعتمد النسبية، يرى منسق اللجنة المركزية للانتخابات في “التيار” منصور فاضل أنها ستكون تجربة فريدة من نوعها “اذ اننا الحزب الأول في الشرق الاوسط الذي يعتمد النظام النسبي في الانتخابات الداخلية”. ويضيف انه فيما يتمّ التمديد في كل شيء في البلد، فإن “التيار” يسعى الى التجديد عبر إجرائه انتخابات داخلية ليؤكد ضرورة تثبيت الديموقراطية والشراكة في العمل الحزبي وتداول السلطة من القاعدة، وفق اقتناع راسخ عند جميع العونيين، بدءاً من العماد عون وصولاً الى أي حزبي أو حتى مناصر لـ”التيار”.
اليوم بعدما تشكّلت اللوائح، فإن الحملات الانتخابية ناشطة في المناطق، وتحديداً في تلك التي تحتدم فيها المعركة الانتخابية كبيروت وكسروان وجبيل والكورة وزغرتا وعكار، علماً أن ثمة مرشحين في أقضية أخرى فازوا بالتزكية كبعبدا. ووفق فاضل، فإن ثمة إعادة هيكلة ومأسسة للحزب من خلال انتخابات ديموقراطية يتنافس عليها العونيون ليكون كل واحد منهم ممثلاً في قريته أو قضائه. “والأساس ان هذه الانتخابات تعتبر مرحلة من مراحل تكوين المجلس الوطني، اذ تشكّل المسار الطبيعي لإعادة التمثيل الحقيقي للحزب الى حين استكمال تكوين المجلس الوطني الذي بتشكيله يحصل توازن للسلطات داخل الحزب”.
ومهما يكن حجم المعارضين لباسيل أو المؤيدين له، لا شك في أن هذه الانتخابات تعيد الروح الى العونيين الذين يعشقون الانتخابات وما يتفرع منها، وتضعهم على السكة السليمة في تحويل “التيار الوطني الحر” مؤسسة حزبية يطمحون اليها لتعزيز وتثبيت العمل الحزبي الديموقراطي