كتبت سعاد مارون في “الجمهورية”:
بعدما دوَّخَ رجالَ مكتب مكافحة المخدّرات أشهراً عدّة، وقعَ السوري (خ.غ) أخيراً في قبضتهم وفي سِجلّه عشرات عمليات تهريب حبوب الكبتاغون المخدِّرة.مِن بلدة بولونيا إلى بيروت، فأنطلياس وغيرها، كان خ.غ (25 عاماً)، يتنقّل “براحته” بعد كلّ صفقة إتجار بالمخدّرات يُنفّذها، لكنّ ضَبط عددٍ من هذه الصفقات واعترافَ بعض الموقوفين عليه، جَعله في دائرة المراقبة، إلّا أنّه كان في كلّ مرّة يَعمل على التمويه، من تغيير محلّ إقامته ومخابئ “البضاعة” إلى تبديل أرقام هواتفه وأماكن تنَقّلِه وغيرها.
وفيما كان لبنان يَحتفل مع العالم برأس السَنة الجديدة، كان رجال مكتب مكافحة المخدّرات ينَفّذون مهمّة أمنية معقّدة لتوقيف “أبي مشعل” الرأس المدبّر لعددٍ كبير من عمليات التهريب.
ففي أنطلياس (قضاء المتن)، اتّخَذ (خ.غ) في الأشهر الأخيرة منزلاً فخماً لإقامته الرغيدة في ربوع لبنان مع عدد من أفراد عائلته ومعاونيه، وأحاطَه بحِراسة مشَدّدة جَعلت مهمّةَ القبض عليه غايةً في الصعوبة، ليتمكّن العناصر الأمنيّون ليل 30 كانون الأول الماضي من الدخول إلى المنزل وتوقيفه مع والده وثلاثة من المتورّطين معه في عمليات تصنيع الكبتاغون والإتجار بها.
12 مليون حبّة كبتاغون ضُبطت سابقاً على دفعات وهي في طريقها للتهريب إلى دوَل خليجية، ولا سيّما الممكلة العربية السعودية، في الأشهر السابقة، ليتبيّن أنّ وراءَها (خ.غ) وعصابتَه، بحيث أدّى تقاطعُ المعلومات واعترافاتُ الموقوفين في هذه الصفقات المضبوطة في لبنان والسعودية، إلى تجميع الأدلّة الكافية للوصول إليه وتوقيفه، ونجَح التنسيق الأمني مرّةً جديدة بين المملكة ولبنان في مراقبته.
لم يترك “أبي مشعل” وسيلةً مبتكرة إلّا واعتمدَها. فالصفقة الأولى التي ضُبطت كانت كمّية كبيرة من حبوب الكابتاغون المهرَّبة داخل أوانٍ للزهور، وفي الصفقة الثانية ضُبطت الحبوب في صواني الطعام الخاصة بإعداد وجبة المنسف الشهيرة في الخليج.
أمّا ثالث الصفقات المضبوطة وآخرُها، فكان للطاولات الخشبية حصّةٌ كبيرة فيها، حيث تمَّت تخبئة الحبوب داخلَها. وفي التحقيق اعترفَ الموقوف بما نُسِب إليه، فيما تستمرّ التحقيقات لتوقيف بقيّة المتورّطين.