IMLebanon

إعترافات نعيم عباس…الصيد الثمين والإرهابي الأجرأ؟

explosions

 

كتبت نسرين يوسف في صحيفة “الجمهورية”:

الإرهاب المتنقل وكثرة متفرّعاته والأجواء المشحونة في المنطقة لا تدل على أنّ السيطرة أصبحت تامة خصوصاً أنّ الاجهزة الامنية تبحث عن خلايا نائمة من خلال التقصي ومن خلال الاعترافات التي أدلى بها العديد من الموقوفين الذين يُعتبر بعضهم من ضمن الصيد الثمين نظراً لأهمية حركتهم واتصالاتهم ونجاحهم في الاشراف وإدارة تفجيرات أدّت معظمها أهدافها.قد يكون نعيم اسماعيل محمود، المعروف بنعيم عباس، الصيد الأثمن من جهة والارهابي الأجرأ في تحركاته واعترافاته. فهو كان مرتاحاً متصالحاً مع كلامه، لم ينفِ «الدور البطولي» الذي كان يقوم به، لذلك يقول عنه عارفوه: إنه الارهابي المتصالح مع نفسه.

صواريخ الرد على «نصرالله»

عمل نعيم عباس لصالح «داعش» و«جبهة النصرة»، وقد كلفه التنظيمان بمتابعة كلّ الامور التي تتعلق بتنفيذ أعمال التفجير في لبنان وخصوصاً في الضاحية الجنوبية بعدما قرّر عام 2012 العودة من سوريا الى لبنان لعدم انسجامه مع سراج الدين زريقات برفقة احمد طه وأبو الفاروق عبر مجدل عنجر.

أولى مخططات عباس بدأت بالاتفاق مع طه (ابو الوليد) – الذي كان تعرّف اليه في مضايا لدى «أحرار الشام» كمدرب للمجموعة- على ضرب الضاحية الجنوبية عبر رميها بالصواريخ. فكانت الخطوة الاولى طلب عباس من المدعو محمد جمعة من سكان عين الحلوة بعض المعدات، فأرسلها الاخير إليه عبر امين عثمان الى منطقة الكولا.

تسلّمها واتجه بها الى محل احمد طه في شارع العنان-برج البراجنة وأمّن أيضاً منصّات بعدما أحضر الاخشاب من المنشرة. أما المخطط فكان رمي صواريخ على مجمّع سيد الشهداء في اليوم الثاني لخطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في ذكرى تحرير الجنوب… (كردّ عليه).

توجّه نعيم عباس مع احمد طه الى منطقة بسابا – عيتات واستطلع منطقة مناسبة. نصب المنصات وحدّد الاتجاه لضرب المجمّع. وضع الموقت على ساعة ناقص خمس دقائق، وغادر مع طه الى وادي الزينة ومن هناك بواسطة تاكسي الى عين الحلوة… وبعدها سقطت الصواريخ في مار مخايل مخطئة الهدف.

تفجير بئر العبد في 9-7-2013

إنتاب الرعب احمد طه، فهرب الى سوريا وبقي يتواصل مع نعيم عباس عبر «سكايب». وفي حزيران 2013 علم منه أنّ حسين زهران الملقّب «ابو بكر» من عداد كتائب زياد الجراح يتدرب على اطلاق الصواريخ والسلاح، وهو غادر الى بيروت حيث يعمل في موقف للسيارات في الملعب البلدي.

 

وجد نعيم عباس في زهران شخصاً مناسباً لمساعدته في تنفيذ اعماله الارهابية، فاتفق معه على تفجير سيارة في الضاحية على ان يؤمّن المدعو ابو

فاروق المتفجرات، ومحمد جمعة دائرتين للتفجير ومسدساً وصواعق ولفّة كورتكس.

الحيثيات والمواد تأمنت… بقي تأمين السيارة. تعرّف الى سعيد البحري من عرمون (ابو صهيب) وطلب منه أن يسلب سيارة من اجل استخدامها في عملية تفجير الضاحية. فكان ان سلب مع حسين زهران سيارة «كيا» لون زيتي بقوة السلاح في الناعمة من شاب وفتاة.

في اليوم التالي حضر «ابو الفاروق» بسيارة «شيروكي» وسلّمه اربعة كراتين تحوي ديناميت من نوع «جنالايت» وضعت في السيارة المسروقة، وتمّ التوجه الى الطريق البحرية في خلدة حيث فخّخها. فجمَع المتفجرات بطريقة مدروسة ووصَلها بالأسلكة الكهربائية ووضع لها شريط الكورتكس ووصل الشريط قرب ضابط السرعة (VITESSE).

وهكذا اصبحت السيارة جاهزة، وبعدما وضع الصاعق لم يعد ينقصها شيء سوى وصل البطارية. غادر نعيم عباس بالسيارة الى موقف في صبرا وركنها. ثم ذهب الى منزله في منطقة الجامعة العربية واستحمّ حتى لا يبقى عليه أثر من المتفجرات. بعد ساعة ونصف الساعة أخذ السيارة وركنها جانب حائط في موقف تعاونية في بئر العبد وجهّز التفجير ليكون بعد ساعة، وغادر المكان سيراً… فكان الانفجار.

إنفجار الرويس في 15-8-2013

يؤكد نعيم عباس أنّ قرار استهداف الضاحية الجنوبية لم يتوقف. فكان لا بد من إحداث خوف شامل وخسائر كبيرة.

تمّ إحضار سيارة مفخخة من سوريا من نوع «بي ام 735». تولى حسين زهران المفاوضات مع محمد الاحمد الذي كان ينوي بدوره تأسيس خلايا ارهابية. اختلف الاثنان على قيادة الشبكات واتفقا أن يعملا بشكل منفصل لكن مع تبادل المساعدات والخبرات.

توجّه الاحمد، بعدما أرسله زهران برفقة الشخص الذي جهّز السيارة المدعو سعيد البحري، الى منطقة الناعمة قرب مسبح للنساء حيث كانت سيارة الـ«بي ام» مركونة وفي داخلها شاب يجلس وراء المقود. شاهد الاحمد دارات عدة تمّ وصلها الى «التابلو» قرب ضابط السرعة، وهي: دارة عبارة عن صاعق قنبلة مربوط على شريط «كورتكس»، ودارة أخرى للتوقيت مربوطة بساعة منبّه، ودارة أمان في حال تمّ تشغيلها فإنّ بقية الدوائر لا تعمل.

عاد محمد الاحمد مع البحري الى منزله، وابلغ زهران في اليوم التالي انه غير مقتنع بالعمل معهم ويرفض العمل لوحده. وفي المساء سمع بحصول الانفجار فاتصل عبر «السكايب» بحسين زهران مستفسراً، فقال له انّ الشاب الذي شاهده بالسيارة ويدعى ابو آدم سوري الجنسية هو من قادها الى الرويس برفقة الدليل السوري سعيد البحري.

بعد هذه العملية تمّ اكتشاف سيارة الناعمة التي كانت تحوي ذخائر وصواريخ كانت معدة للتهريب وليس للتفجير.

في شهر كانون الاول 2013، نقل احمد طه نعيم عباس الى يبرود عبر عرسال ودرّب عناصر من «جبهة النصرة»، وهناك التقى بـ أبو خالد وعبد الرحمن النميري (ابو دجانة) من «النصرة».

لم يتوقف إشراف نعيم عباس على تلك الاعمال الارهابية، فهو استمر في تخطيطاته وتوسيع علاقاته مع الارهابيين.

الأسبوع المقبل: رواية نعيم عباس الكاملة عن دور الانتحاريين والانغماسيين؟

إنفجار حارة حريك بالتنسيق مع «داعش»؟

إنفجار الهرمل؟

عن سيارة الـRAV4 التي كانت وجهتها قناة «المنار»؟ والـ»كيا ريو»: وجهتها الشياح؟