IMLebanon

لبنان يحتوي بـ”الحوار” مفاعيل “العاصفة” السعودية – الإيرانية

saad-hariri-hassan-nasrallah

 

أكدت مصادر سياسية بارزة لـ “الراي” ان ثمة ما يشجّع على نتائج معقولة في ملف تفعيل العمل الحكومي من جهة والمضيّ مجدداً في التهدئة السياسية والإعلامية من جهة أخرى، نظراً الى ان الجميع عادوا الى الاقتناع والتصرف بهدي معطياتٍ تشير الى ان الأولويات السياسية الكبرى ومن أبرزها ملف الاستحقاق الرئاسي سيغرق في مرحلة ضياع وقت اضافية لن تكون قصيرة.

وتبعاً لذلك، أَبرزت الأيام الأخيرة ورغم الصخب الإعلامي ان فريقيْ الحوار السني – الشيعي اي تيار “المستقبل” و”حزب الله” لم يتخذا قرارات من شأنها ان تطيح بالحوار الجاري بينهما، بما يعني ان الغطاء الاقليمي لهذا الحوار لم يسقط ايضاً مع الجولة المحتدمة للغاية بين السعودية وإيران منذ أكثر من أسبوعين.

واذا كان هذا الحوار لن يصل الى اي نتائج مغايرة للمراحل السابقة التي بدا فيها الحوار الثنائي ضرورةً لمنع الانجراف الى متاهة الفتنة المذهبية، فإن الأوساط نفسها تؤكد ان عودة الفريقيْن اليوم الى الحوار ستعيد ترسيخ هذه المعادلة بما يبقي جولات الحوار ضمن اطار النأي بلبنان عن التوترات المذهبية من دون التوغل في نتائج سياسية متقدمة كتلك التي يفرضها تحدي الاستحقاق الرئاسي مثلاً.

ولكن الأوساط دعت في هذا السياق الى رصْد موقف “حزب الله” من الحوار والملف الرئاسي في جولتيْ الحوار النيابي الموسّع وحواره الثنائي مع “المستقبل” في ظل ما وصفته الاوساط “اللكمة الحادة” التي تلقّتها ايران عربياً وخليجياً في اليوميْن الأخيريْن.

وتقول هذه الأوساط إن الواقع اللبناني لن يكون في منأى عن تداعيات الاجتماعيْن المتعاقبيْن لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي السبت ومن ثم وزراء الدول العربية امس واللذين أظهرا مستوى التعبئة الواسعة التي نجحتْ في تنظيمها السعودية في مواجهة ايران. وأشارت الى ان النتائج التي أفضى اليها الاجتماعان أعادت إحكام الحصار المعنوي والسياسي وبعض الحصار الديبلوماسي على ايران، وهو الأمر الذي سيضع “حزب الله” أمام الإقرار، ولو ضمناً، بتراجع كبير في الدور الايراني تحت وطأة عوامل عدة.

واضافت الأوساط عيْنها ان “حزب الله” لا يمكنه ان يمضي في التصعيد ضدّ الرئيس سعد الحريري وتيار “المستقبل” وقوى 14 آذار فيما هو محاصَر بنتائج تطورات اقليمية أغلبها كان سلبياً حياله.

وتتوقع الأوساط في ظل ذلك ان يخفف “حزب الله” غلواء التوترات الاعلامية والسياسية مع “تيار المستقبل” وان يُبقي في الوقت نفسه ورقة الانتخابات الرئاسية طيّ التجميد حتى إشعار آخر.

وكان لافتاً امس موقفان، الأول لرئيس “كتلة المستقبل” النيابية فؤاد السنيورة الذي حسم “ان تيار المستقبل سيعاود الحوار مع حزب الله في جلسة الاثنين وان الأمور التي سمعناها أخيراً وسببت تشنجاً وتوتراً ستكون مادة للبحث”، مؤكداً “ان الأفكار المتعلقة بمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية – ترشيح النائب سليمان فرنجية – ما زالت موجودة على الطاولة ولم تسحب ولكن اتت ظروف اخذت هذا الأمر بعيداً عن الاهتمام”.

اما الموقف الثاني فلوزير “حزب الله” محمد فنيش الذي اعتبر أن “الحوار في بلد كلبنان يتمتع بالحرية والتنوع هو الإمكانية الوحيدة لتنظيم الخلافات، فإذا شاء البعض أن يستمرّ به فأهلاً وسهلاً، وإذا لم يشاؤوا، فهذا يعني أنهم هم مَن الذين يتراجعون ويصدرون المواقف ضد الحوار”.

January 11, 2016 08:31 AM