ينقل زوار الرابية عن رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ارتياحه الى المنحى الذي تسلكه التطورات في المنطقة، مشيرين الى انّه يرى فيها بوادر ايجابية مشجعة. ويؤكد هؤلاء للوكالة “المركزية” انّ سيد الرابية يراقب بورصة أسهمه الرئاسية بتفاؤل، ويبدو مطمئناً لانّ حظوظه في الوصول الى قصر بعبدا ترتفع وتتعزز مع تقدم التطورات في الجوار لا سيما على صعيد الازمة السورية، والتسوية التي يعمل الاميركي والروسي على ارسائها لوقف الحرب فيها، متوقفا في شكل خاص عند إقرار القوى الدولية العظمى العاملة على خط حلحلة الازمة، بأن لا بد للرئيس السوري بشار الاسد من البقاء في الحكم ولو لفترة انتقالية، علما ان هذا الامر كان مرفوضاً تماماً في السابق.
ويشير من التقى “الجنرال” في الايام الماضية الى انّ الاخير يعتبر ان الوضع السياسي المحلي لا يدفع أبداً الى القلق، وأن المبادرة التي يقترح فيها الرئيس سعد الحريري دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية لا تؤرقه، فهي حالياً تنازع وفرصها في الوصول الى خواتيمها ضئيلة جدا، لافتاً الى انّ القطار اللبناني برمّته في محطة الانتظار اليوم، وأيّ تقدم على طريق الاستحقاق الرئاسي لن يُنجز قبل جلاء الصورة في المنطقة.
لكنّ في مقابل ارتياحه لمجريات اللعبة السياسية، يخشى عون من بعض التوتير الامني، ويعرب لزواره عن تخوفه من ان تطاول شظايا التطورات الدموية المتسارعة في المحيط الملتهب، الساحة المحلية أو أن تعمد بعض الجهات الى تسخين الوضع لبنانيا لفرض حلول سياسية ورئاسية بشكل خاص، إلا انّه يستطرد مخففاً من هذه الاحتمالات السلبية ومعتبراً انّ حظوظ حصولها تتضاءل في ظل سهر الاجهزة الامنية وانجازاتها المتتالية وفي ظل الحرب على الارهاب المعلنة من قبل التحالف الدولي والاقليمي في المنطقة.
في غضون ذلك، لا يخفي رئيس “التغيير والاصلاح” تأييده اقتراح حليفه “حزب الله” القاضي بأن تقوم التسوية المنشودة على سلة حل شاملة متكاملة تجمع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والتركيبة الحكومية، اضافة الى قانون الانتخاب، خاصة أنه يولي الاخير أهمية قصوى تضاهي أهمية “الرئاسة”، إذ انه لن يرضى بعد اليوم بأن يُنتخب النواب المسيحيون، بأصوات غير المسيحيين.
على أيّ حال، وفي وقت يستعد الجنرال لزيارة معراب التي تقف على قاب قوسين أو أدنى من اعلان تبنيها ترشيحه للرئاسة، يبدو التيار الوطني حريصاً على مهادنة المكونات السياسية كافة وإبقاء قنوات التواصل سالكة معها، بما يحسّن أوراقه ويعزز موقعه في المرحلة المقبلة. وفي هذه الخانة، يصب تحفظ وزير في التيار عبر “المركزية” على مواقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، وتأكيده انّ الحريري هو من يقرر ما اذا كان يريد العودة أم لا، مضيفا “كما لا نرضى التهميش لأنفسنا لا نرضاه لغيرنا ولا نقبل ان يمارس على الحريري ما مورس علينا سابقا من منع للعودة الى وطننا”.
في غضون ذلك، وفي وقت كثرت التساؤلات بشأن الاسلوب الذي سيقارب به “حزب الله” تأييد “القوات اللبنانية” المنتظر لترشيح عون، قالت مصادر في “الحزب” لـ “المركزية” إنّ “عون هو في الاساس، مرشحنا، واذا قرر الفريق الآخر دعمه يكون قد أتى الينا”، لكنّها حرصت، في معرض اجابتها على سؤال عما اذا كان نواب “الوفاء للمقاومة” سينزلون الى البرلمان لتأمين النصاب لانتخاب عون، على التأكيد بأنّ النصاب، وكل الترتيبات المتعلقة بالجلسة، تحتاج الى تشاور مسبق مع الحلفاء في 8 آذار وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري، للذهاب بموقف موحد الى الجلسة، لافتا الى انّ الهدف الاساس هو توحيد الموقف داخل فريق 8 آذار وتفادي ايّ خلاف بين مكوناتها لا سيما فرنجية وعون.