رأت وزيرة المهجرين أليس شبطيني ان مجرد وجود حوارات بين الفرقاء اللبنانيين هو مؤشر ايجابي رغم خلافاتهم العمودية وتوجهاتهم السياسية المتناقضة، معتبرة ان الحوارات القائمة سواء بين المستقبل وحزب الله او بين المكونات الوطنية وان بدت حتى ساعته خجولة وغير منتجة، الا انها تبقي خيوط التواصل منسوجة على امل التوصل الى حلول تساهم ولو جزئيا في اخراج البلاد من دوامة الشلل والتعطيل، مشيرة ـ ردا على سؤال ـ الى انه وعلى الرغم من ارتباط الداخل اللبناني بالتعقيدات الاقليمية، الا انه باستطاعة الحوارات بين القوى اللبنانية شق طريق مستقل عن صراعات القوى الخارجية والسير بالانتخابات الرئاسية، مؤكدة على سبيل المثال لا الحصر ان لبنان سيشهد حتما انتخاب رئيس للجمهورية فيما لو اجتمعت القيادات المارونية وقررت انهاء ازمة الفراغ في السدة الرئاسية، ما يعني من وجهة نظر شبطيني ان اهمية الحوارات القائمة برعاية الرئيس نبيه بري هي انها قادرة على ادارة الخلافات وصياغة حلول طال انتظارها.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت ترى بتصاريح النائب محمد رعد دليلا على عقم الحوار في ظل التوترات الاقليمية، اكدت وزيرة المهجرين في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية انه ليس النائب رعد من يقرر وجود مكان للرئيس الحريري في لبنان او لغيره من الزعامات اللبنانية، بدليل ان حزب الله مستمر في حواره مع تيار المستقبل الذي يترأسه سعد الحريري بنفسه، معتبرة بالتالي ان التصريحات النارية للنائب رعد ما هي الا ردود فعل لا قيمة لها في التركيبة اللبنانية ومجرد كلام في السياسة غير قابل للصرف بمكان، هذا من جهة، مشيرة من جهة ثانية الى ان مبادرة الرئيس الحريري مازالت مستمرة على الرغم من اصطدامها بعقبات غير سهلة، وعلى الرغم من تأكيد البعض وفي مقدمتهم الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة انها مجمدة الى اجل غير بعيد.
وعن قراءتها للتحول الكبير في مواقف القوات اللبنانية بحيث اكد نائب رئيسه النائب جورج عدوان ان القوات ذاهبة باتجاه ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ذكّرت شبطيني بما قاله البعض عن د.جعجع بأنه صانع جمهورية اكثر مما هو صانع رؤساء، من هنا تعتبر شبطني ان ترشيح القوات للعماد عون قد يكون تكتيكا انتخابيا اكثر مما هو استراتيجية سياسية، مستدركة ردا على سؤال بأنه أي تكن التكتيكات او التوجهات او المناورات او الاستراتيجيات السياسية لدى أي من الفرقاء اللبنانيين فإن لقاء الجمهورية برئاسة الرئيس السابق ميشال سليمان يؤيد ويدعم أي رئيس يتم انتخابه في مجلس النواب سواء عن طريق التفاهم والتوافق او عن طريق المنافسة الديموقراطية المنصوص عنها دستوريا، خصوصا انه لا يمكن للرئيس العتيد أي يكن انتماؤه السياسي الا ان يكون حكما بين اللبنانيين.
على صعيد مختلف وردا على سؤال، اكدت شبطيني ان موقف وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة كان جيدا وفي غاية الاهمية، وذلك لاعتبارها ان باسيل لو وافق على توصيف حزب الله بالارهابي يعني انه يتهم الحكومة اللبنانية بمشاركة ارهابيين في صناعة سياستها المحلية والخارجية وفي اتخاذ قراراتها على كل المستويات، معتبرة بالتالي ان موقف باسيل اكد على سياسة الحكومة في النأي بالنفس عن الصراعات الاقليمية والدولية.
وعن جلسة مجلس الوزراء المرتقب انعقادها اليوم، اكدت شبطيني ان الجلسة ستنعقد بمن حضر، خصوصا ان النصاب الدستوري سيكون مؤمّنا حتى وان غاب عنها وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله، مؤكدة ردا على سؤال ان الرئيس سلام يتحلى بما فيه الكفاية من الجرأة لعقد جلسة بمن حضر انطلاقا من عدم انحيازه لفريق ومن حرصه على مصالح لبنان واللبنانيين.