Site icon IMLebanon

“الجماعة” بقيادتها الجديدة: تعاون بين جيلين

 

 

أحدثت انتخابات مكتب قيادة “الجماعة الإسلامية” في لبنان، والتي أسفرت عن إعادة انتخاب المدير العام لمدارس “الايمان” في بيروت مصطفى الخير لمنصب نائب الأمين العام، وانتخاب النائب السابق أسعد هرموش رئيسا للمكتب السياسي، والنائب عماد الحوت رئيسا لدائرة التخطيط والتأهيل، توازنا بين جيلين في “الجماعة”: الجيل الثالث الذي ينتمي إليه المنتخَبون الجدد، والجيل الرابع الذي تمثل بانتخاب الأمين العام عزام الأيوبي.

وتشير مصادر مطلعة في الجماعة لـ “السفير” الى أن الأيوبي حرص خلال الأسبوع المنصرم على القيام بجولات على كل مكاتب المحافظات اللبنانية لإجراء مشاورات حول الترشيحات لمجلس قيادة الجماعة، وأن الأمين العام الجديد بدا حريصا على توزيع المسؤوليات بين الجيلين الثالث والرابع بما يؤدي الى تفعيل العمل ضمن “الجماعة” وإعطائه مزيدا من الحيوية والديناميكية، فضلا عن إعطاء الجيل الأول الذي يتمثل اليوم بالأمين العام السابق الشيخ إبراهيم المصري والمهندس عبدالله بابتي، والجيل الثاني الذي يضم شخصيات عدة تعاونت على مدار العقود الماضية مع جيل المؤسسين، صفة استشارية من أجل تقديم التوجيهات والإرشادات.

وتقول هذه المصادر إنه سيصار خلال الأسبوعين المقبلين الى استكمال مجلس قيادة “الجماعة” بانتخاب مسؤولي المحافظات والمدن ورؤساء اللجان والمكاتب، وأن التوجه العام في مجلس الشورى هو نحو تفعيل دور الشباب في “الجماعة”، والذين من المفترض أن يكون لهم دور رائد في المرحلة المقبلة.

وإذا كانت إعادة انتخاب الخير لمنصب نائب الأمين العام قد شكلت تجديدا لثقة مجلس شورى “الجماعة” به، فإن انتخاب هرموش لرئاسة المكتب السياسي جاء ليعبر عن تطلعات “الجماعة” المستقبلية نحو مزيد من الانفتاح على كل المكوّنات اللبنانية بدون استثناء، خصوصا أن هرموش كان نائباً في البرلمان اللبناني، وقد انتخب أكثر من مرة رئيساً للمكتب السياسي، ويعتبر من المخضرمين في السياسة اللبنانية، حيث عايش مرحلة الوجود السوري وما بعدها، وهو يمثل شخصية وسطية معتدلة قادرة اليوم على التعاطي مع كل الأحزاب والتيارات السياسية، سواء كانت ضمن “8 آذار” أو “14 آذار”، أو خارجهما.

وأبدى الأمين العام عزام الأيوبي رضاه عن نتائج الانتخابات، مؤكدا “أننا في الجماعة متوافقون على الرؤية والهدف، وعلى ضرورة الانفتاح والتعاون مع الجميع بما يحقق المصلحة الوطنية ومصلحة الساحة الإسلامية”، لافتا الانتباه الى أن نتائج الانتخابات جاءت لتصب في هذا الاتجاه، مؤكدا أن “الاعتماد في المرحلة المقبلة على الشباب في ظل إرشادات وتوجيهات الجيلين الأول والثاني، من شأنه أن يعطي الجماعة مزيدا من الفاعلية والحضور ضمن الساحتين الوطنية والإسلامية”.

من جهته يقول رئيس المكتب السياسي المنتخب النائب السابق أسعد هرموس لـ”السفير”: “إن الموقف السياسي للجماعة ينطلق من ثوابت إسلامية أساسية لا تتغير، وهناك تكتيكات ومواقف تقدر بحسب الظروف والمعطيات والتطورات السياسية، وربما في المرحلة المقبلة نستطيع أن نعمّق دراساتنا الموضوعية عن الواقع السياسي اللبناني، بعيدا عن الاصطفافات الحاصلة، وعن محاولات تغييب بعض المكونات”.

ويضيف هرموش: “نحن مع الحوار المنفتح على كل الأطراف، من منطلق الحفاظ على ثوابتنا المتعلقة بسيادة الدولة القوية والعادلة، والإنماء المتوازن، ورفض التطرف والإرهاب، ونبذ الفتنة، والابتعاد عن الهيمنة، والتطلع الى الحرية والديموقراطية، وهذه الثوابت سوف نعمل على ترجمتها الى مواقف وطروحات”.

ويلفت هرموش الانتباه الى أن الانتخابات التي حصلت “ترجمت رؤية الجماعة لجهة رفضها التوريث السياسي، وأظهرت أن قياداتها تمارس سياسة حضارية متقدمة قائمة على مبدأ الشورى واعتماد الديموقراطية”، مؤكدا أن “الجماعة معنية بوحدة الموقف الإسلامي، وبتحصين الساحة الإسلامية، وبالإجابة على طروحات تضع هذه الساحة في الزاوية الحرجة بين مواجهة الظلم وإرهاب الدولة، وبين التطرف والعنف والارهاب”، مشددا على أن “الخيار الإسلامي المعتدل الذي تنتهجه الجماعة يؤمن بوحدة الدولة، ويرفض التطرف بكل أشكاله وأنواعه، ويضع قضية فلسطين ومواجهة العدو الصهيوني في رأس الأولويات، إضافة الى مواجهة التسعير الطائفي والمذهبي الذي يرخي بظلاله القاتمة على المنطقة ككل وهو كفيل بتهديد كل المجتمعات إذا لم يصر الى قيام العقلاء بوضع حد له، والتوجه نحو القواسم المشتركة التي من شأنها أن تعزز وحدة المسلمين وتحصّن ساحتهم”.