Site icon IMLebanon

“المستقبل” و”القوات” يتريثان رئاسيًا

samir-geagea-saad-harireh-riad

تتوقف أوساط سياسية متابعة لسير التطورات محليا سيما “الرئاسية” منها، باهتمام بالغ عند الكلام الواضح الذي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق من معراب ليل أمس، عقب اجتماعه على مدى ساعتين برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. فالكادر المستقبلي أكد بصريح العبارة أن “انتخاب رئيس للبنان هو قرار إقليمي ودولي غير متوافر الآن، والفرصة غير سانحة في الوقت الراهن، والحوارات الداخلية لن تؤدي الى انتخاب رئيس جديد، إلا في حال ترافقت مع قرار إقليمي ودولي، إذ أن المشكلة في القرار لا في الحوار”.

وتبني الاوساط عبر “المركزية” على الموقف الصريح هذا لتؤكد ان “الاستحقاق” مجمّد حاليا ويتعذر إنجازه في المدى المنظور، حتى ان الساحة اللبنانية برمّتها في ثلاجة الانتظار، ربما الى ما بعد جلاء صورة التسوية السورية المرتقبة. وبالتالي فإن مبادرة الرئيس سعد الحريري الى إعلان تأييد ترشيح زعيم “المردة” النائب سليمان فرنجية، كما توجّه رئيس “القوات” نحو دعم وصول رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، مسألتان يُرجَّح أن تشهدا بعض “الفرملة” في قادم الايام، نظرا لعدم ضمان أي من الطرفين بلوغ خطوتيهما خواتيمهما السعيدة.

في الوقت الضائع، ترجّح الاوساط أن تشهد صفوف 14 آذار ورشة ترميمية تعيد لمّ شمل قواها، عبر التأكيد على الثوابت السياسية والاستراتيجية الكبرى التي تجمعها، والتي تتخطى التكتكات السياسية اليومية الضيقة.

وفي حين كانت فرنسا تشهد حركة اجتماعات ناشطة بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية، أفيد أن المشنوق نقل الى معراب رسالة مفادها ان رئيس “المستقبل” متريث في اعلان ترشيح فرنجية ويتمنى على جعجع التريث أيضا في خطوة دعم العماد عون. غير ان غياب الفرصة السانحة لاتمام الاستحقاق راهنا، وفرملة توجهات الحليفين الآذاريين “المستقبل” و”القوات”، لن تبلغ حدّ تخلّي أي منهما عما في جعبته من مبادرات رئاسية. وفي السياق، تؤكد مصادر القوات اللبنانية لـ”المركزية” أن الحزب جدي في التوجه الى تأييد عون، والمسألة مسألة توقيت، حيث ان جعجع ينتظر نضوج طبخة الاتفاق مع “التيار الوطني الحر” والتي سيسير بناء عليها، خلف “الجنرال” رئاسيا. بدورها، تفيد مصادر “المستقبل” أن الرئيس الحريري لم يتخلّ أبدا عن ترشيحه لفرنجية وتؤكد ان مبادرته حيّة لكنها تنتظر اللحظة الدولية والاقليمية، ومن بعدها المحلية المناسبة لاعادة تزخيمها، مشيرة الى أن هذا التوجه “التهدوي” كان مدار بحث بين الرجلين في العاصمة الفرنسية.

أخيرا، تعتبر الاوساط أن تفعيل عمل الحكومة التي تعقد غدا جلسة من المرجح ان تُحلّ خلالها دوافع مقاطعة التيار الوطني الحر عبر ايجاد حل لاشكالية التعيينات في المجلس العسكري، يشكّل دليلا الى اقتناع القوى السياسية كافة بضرورة تزخيم عمل المؤسسات الدستورية وعدم الاستسلام لمنطق “التعطيل”، خاصة وأن الاستحقاق الرئاسي لا يبدو قريب المنال، وقد جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم التأكيد أمام زواره، بأن الانتخابات الرئاسية في الثلاجة والانقسام حيالها لا يزال على حاله.