اكد الوزير السابق فيصل كرامي في حديث لصحيفة ”الأخبار” أن إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرئيس عمر كرامي سيقتصر على كلمة سياسية سيلقيها هو “تؤكّد على الثوابت الوطنية والقومية والإسلامية الجامعة لعائلتنا، وهي الالتزام بالوحدة الوطنية والحوار والإنماء والانتماء القومي والعداء لإسرائيل ومركزية القضية الفلسطينية”.
ويضيف: “في هذه المرحلة تبين أن مبادئ وثوابت الرئيس كرامي، التي تمسك بها في أحلك الظروف وحتى آخر يوم في حياته، هي التي تحمي لبنان وتصونه”، لافتاً الى أن لبنان “كاد ينزلق إلى الفتنة أخيراً، لولا مسارعة الأطراف كافة بحكمة ووعي إلى منع حصول ذلك، والذهاب إلى الحوار، لأنه الضمانة الرئيسية للاستقرار”.
أجواء الحوار والالتقاء يراها كرامي “من صميم إرث الرئيس كرامي والعائلة”، وهو ما جعله يوجه دعوات رسمية إلى أغلب الأحزاب والتيارات السياسية في طرابلس والشمال ولبنان، ووزراء المدينة ونوابها، فضلاً عن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومرجعيات الطوائف الأخرى.
وكشفت “الأخبار” أن الدعوات لم تستثنِ أحداً من الأحزاب والتيارات سوى القوات اللبنانية، لأسباب تتعلق بإدانة رئيسها سمير جعجع باغتيال الرئيس رشيد كرامي. ويتوقع حضور تيار المستقبل على رأس وفد بعد التطور الإيجابي في العلاقات بين كرامي والرئيس سعد الحريري، رغم أن التيار الأزرق كان يغيب سابقاً عن دعوات لمهرجانات كانت تقام بذكرى اغتيال الرئيس رشيد كرامي. كذلك حرص كرامي على أن يكون وزير العدل أشرف ريفي ضمن قائمة المدعوين.
وشدّد كرامي على أن المهرجان “سيكون وطنياً وجامعاً، وهو لن يكون شعبياً، لأن المكان لا يتسع لكل الجماهير التي خرجت عائلتنا من رحمها، وتعاطينا السياسة معها مباشرة. وهذا الالتصاق بيننا وبين هذه الجماهير التي جابهنا بها كل العواصف لم ينبع من فراغ، بل هو ثمرة تمسكنا بثوابتنا وخطابنا الوطني، ومبادئنا، وخدمة الناس، ونظافة الكف”. وعن قراءته للوضع اللبناني والاستحقاقات المقبلة فيه، رأى أن “لا تسوية سياسية لبنانية قريبة، لأن هذه التسوية تنتظر حلّ الأزمة في سوريا. ومع أن حل الأزمة السورية ليس قريباً إلا أن بعض ملامحها بدأ بالظهور، وهي تسوية سياسية تتضمن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة”.
وعن الانتخابات الرئاسية، رأى أنها “ليست قريبة”، لكنه يلفت إلى أن “المرشحين الفعليين والجدّيين هما من فريقنا السياسي، العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، والفريق الآخر يتقاتل من أجل انتخاب أحدهما”، وهذا ما يعني أن “فريقنا السياسي مرتاح”.
ولا يخفي كرامي إشادته بالرئيس تمام سلام “الذي أثبت بحكمته وحسن إدارته للحكومة وشؤون البلاد، والتوافق السياسي الواسع حول شخصه، أنه الأفضل في هذه المرحلة، وهو ما أثبته بالتفاهم مع وزير الخارجية جبران باسيل خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير”. كذلك لا يفوت كرامي التنويه بوزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي “رغم الاحتدام السياسي والاصطفاف المذهبي الحاد، لم يتردد في القول إن ذهاب حزب الله إلى سوريا هو الذي حال دون مجيء التنظيمات المتطرفة والإرهابية إلى لبنان”.