في وقت يشهد لبنان موجة حر سياسية مع تدحرج كرة النار من أعالي الجرود في الشمال إلى أقصى الجنوب، تتكلل جبال لبنان بثوبها الأبيض، مبشرةً بموسم حافل لرياضة التزلج في لبنان هذا العام. ولحسن الحظ، جاءت العاصفة الثلجية «فلاديمير» تزامناً مع فترة الأعياد، لتعلن إنطلاق موسم التزلج باكراً هذه السنة، بإنتظار عاصفة جديدة تفترش قمم الجبال بالأبيض الناصع، ما يجذب المغتربين والسياح لممارسة هذه الرياضة الفريدة التي يتمتع بها لبنان في المنطقة.
كان لافتاً الزحمة وحضور هواة التزلج الكثيف في المنتجعات السياحية في الارز وفاريا – عيون السيمان واللقلوق وكفرذبيان والزعرور، بحسب رئيس «نقابة المنتجعات السياحية في لبنان» جان بيروتي، حيث غصت المنتجعات السياحية الشتوية بالزائرين من مختلف الأعمار. ووضعت منصات التزلج منذ العاشر من الحالي بتصرف 47% من المتزلجين في صفوف الشباب اللبناني بشكل يضمن سلامتهم. ويعزو بيروتي نسبة الإقبال المرتفعة إلى التحضيرات الجيدة والمتشددة في محطات التزلج تحت مظلة ورعاية وزارة السياحة» حيث لاحظنا وجود نقلة نوعية على صعيد السلامة العامة وضرورة وجود تقارير فنية تؤكد هذه السلامة حيث نأمل أن تكون السياحة الشتائية مميزة وأن لبنان حاضرٌ لاستقبال المتزلّجين والسياح من مختلف دول العالم». وإذ يشير بيروتي إلى أن نسبة الإشغال في فندق وشاليهات «مزار انتركونتننتال» تصل إلى 100% في عطلة نهاية الأسبوع، و70% في الفنادق الأخرى الموجودة في المنطقة، يرى أن التعويل يبقى على شهر شباط المقبل، حيث سيتوافد السياح الخليجيون مع عائلاتهم للإستمتاع برياضة التزلج في لبنان، كون العطلة المدرسية في المدارس الخاصة في دول الخليج حينها تتناسب والأجندة السياحية الشتوية في لبنان. وبحسب الإحصاءات الصادرة عن مطار بيروت الدولي، فإن عدد الوافدين إلى لبنان تجاوز 400 سائح خليجي مع عائلاتهم العام الفائت.
توضح مديرة التسويق في منتجع «المزار للتزلج ـ كفرذبيان» نيكول فريحة واكيم لـ«الديار» أن محطة المزار للتزلج فتحت أبوابها أمام هواة هذه الرياضة بحيث وضعت 70 في المئة من منصات التزلج التابعة لها من أصل 18 منصة بتصرف المتزلجين، بإنتظار عاصفة جديدة وذلك في إطار تأمين السلامة العامة لهم.
أمّا عن اسعار الدخول إلى حلبة التزلج، فتوضح واكيم أن كلفة تمضية يوم كامل تتراوح بين 70 و95 ألف ليرة على الشخص الواحد في نهاية الأسبوع في حين تنخفض الأسعار إلى ما بين 40 و50 ألف ليرة خلال أيام الأسبوع. تضم محطة المزار نحو 14 تيليسياج، يتخللها عدد من المنحدرات الصالحة للتزلّج، ومراكز مخصصة لتلبية حاجات المتزلّجين وراكبي ألواح التزلّج ذوي المهارات المختلفة، غير أن الإقبال وفق واكيم إقتصر على اللبنانيين والمغتربين مع ظهور لافت للعائلات السورية الميسورة الحال في ظل غياب تام للأجانب.
ومن كفرذبيان إلى الزعرور، إذ أعلنت إدارة منتجعzaarour club بدورها إفتتاح موسم التزلج هذا الموسم بأعلى التقنيات وأحدث التجهيزات فضلاً عن تقديم خدمات جديدة. ويعتبر «الزعرور» المنتجع السياحي الوحيد الذي يستخدم تقنية آلة صانع الثلج «snow make machine»، تهدف إلى معالجة النقص في الثلج وتأمين أرضية ثلج بجودة عالية طوال الموسم، فضلاً عن إفتتاح خدمةSNOW PARK وغيرها من النشاطات.
ورغم تفاؤل أصحاب المنتجعات في موسم أفضل، إلا أن لبيروتي رؤية مختلفة لا سيما في ظل الغياب التام للسياح الأجانب من الدول الأوروبية تأثراً بالأوضاع الأمنية والسياسية، والذين عادةً ما كانوا يقصدون لبنان خصيصاً لممارسة رياضة التزلج واستئجار الشاليهات لفترة طويلة، خصوصاً أن تكلفة معدات التزلج وتجهيزات السياحة الشتوية هي أقل 50% مقارنة بأوروبا.
لذا، فإن التعويل على إنتعاش السياحة الشتوية، يتطلب أولاً وأخيراً وضوحاً وإستقراراً في الرؤية السياسية عبر إنتخاب رئيس جمهورية للبلاد.