أكد مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد وهبة قاطيشا، ان ترشيح القوات للعماد عون ليس مناورة سياسية ولا هو تكتيك إعلامي، كما يحاول البعض تفسيره وتسويقه إعلاميا، إنما هو ترشيح بغاية الجدية ما كانت القوات لتعتمده وتسير به لو لم ينقل الرئيس الحريري منفردا لعبة الترشيحات من منافسة طبيعية بين مشروعين سياسيين (8 و14 آذار)، الى كباش حول السدة الرئاسية بين فرنجية وعون، معتبرا بالتالي أنه وإزاء هذا الموقف للرئيس الحريري اختارت القوات اللبنانية ترشيح عون كونه أكثر تمثيلا على المستوى المسيحي من منافسه سليمان فرنجية، ولكونه يملك هامشا واسعا من التحرك سياسيا مقابل ثبات فرنجية منذ 40 سنة في موقعه المتآخي مع آل الأسد.
قاطيشا، وفي تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية، لفت الى أن ترشيح القوات للعماد عون لا يعني إطلاقا انتهاء الاختلاف بينهما في التوجهات والخيارات السياسية، فسواء وصل عون الى رئاسة الجمهورية أو فاز عليه النائب فرنجية، فإن القوات لم ولن تؤيد يوما السلاح غير الشرعي ولن تغطي ولو لبرهة تدخل حزب الله في الحرب السورية وعبثه بأمن الدول العربية بترشيد وتوجيه من الحرس الثوري الايراني، إنما وأمام مبادرة الرئيس الحريري، أعطت القوات اللبنانية الافضلية للعماد عون، ليس غراما به أو كرها بفرنجية لا سمح الله، إنما انطلاقا من قناعتها السياسية وارتكازها على الاسباب المشار اليها أعلاه.
وردا على سؤال حول ما اذا كان ترشيح الحريري لفرنجية والقوات اللبنانية لعون هو مشروع انشقاق بين مكونات 14 آذار ومسار تصدعي لركائزها، أكد قاطيشا أن التحالفات الاستراتيجية بين مكونات الاخيرة وتحديدا بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، لم تقم على أساس تقاسم الجبنة وتوزيع المناصب والكراسي، إنما على أساس العبور من دولة والارتهان للخارج الى الدولة القوية من خلال مشروع سياسي وطني شامل، بمعنى آخر يعتبر قاطيشا ان الاختلاف الحالي في وجهات النظر بين المستقبل والقوات حول مبادرة الرئيس الحريري، كناية عن عثرة في المسار السيادي لقوى 14 آذار وليس هاوية، مؤكدا بالتالي أن من يراهن على وقوع انشقاقات بين مكونات قوى 14 آذار إنما يراهن على أوهام وسراب، وان دخول ابليس الى الجنة أهون وأسهل من وقوع طلاق بين المستقبل والقوات أو افتراق بين الرئيس سعد الحريري ود.سمير جعجع، وما على الحالمين بخلاف بين الرجلين أصحاب الدسائس والسموم الإعلامية سوى أن «يخيطوا بغير هذه المسلة».