يحتاج برنامج الغذاء العالمي إلى 83 مليون دولار لكي يواصل تقديم مساعداته من الغذاء إلى اللاجئين السوريين في الدول المضيفة، وذلك في الفترة الممتدة من كانون الثاني وحتى حزيران المقبل، بحسب ما يؤكده ممثل برنامج الغذاء العالمي في لبنان، إدوارد جونسون في حديث مع “المدن”.
منذ بداية المشروع في كانون الثاني 2013 وحتى اليوم، بلغ حجم المساعدات الغذائية التي أنفقها برنامج الغذاء العالمي، من خلال نظام البطاقة الإلكترونية المخصص للاجئين السوريين نحو 550 مليون دولار. فيما قدر حجم الإنفاق على المساعدات الغذائية للعام 2015 بنحو 180 مليون دولار تم توزيعها على 900 ألف لاجيء سوري يعانون فقراً مدقعاً في الدول المستضيفة للنازحين السوريين.
ولكن برز الحديث مؤخراً عن إمكانية وقف المساعدات التي يقدمها البرنامج للنازحين مع نهاية كانون الثاني الجاري، بسبب نقص الأموال. والحال أن عدم تأمين التمويل الكافي سيمنع البرنامج من مواصلة تقديم المساعدات الغذائية أو كحد أقصى سيقدمها بصورة غير منتظمة. يأتي ذلك، بعد أن اتخذ البرنامج في تموز الماضي قراراً بخفض قيمة البطاقة الغذائية الشهرية التي تقدم للنازحين السوريين في لبنان والأردن، من 19 دولاراً إلى 13.5 دولاراً للشخص الواحد.
قرار وقف المساعدات الغذائية لم يتخذه البرنامج بعد، وهو “سيكمل تقديم المساعدات الغذائية للاجئين السوريين خلال العام 2016” وفق ما يؤكده جونسون. ومع ذلك، فإن نية البرنامج مواصلة تقديم المساعدات لا تعني أبداً أن خيار إستكمالها خلال العام الحالي سيكون مؤكداً، إذ حدث في العام الماضي موقف مشابه حيث تم وقف المساعدات الغذائية لآلاف اللاجئين السوريين في الأردن في شهر أيلول، من ثم عاد واستأنف البرنامج تقديم مساعداته في أواخر شهر تشرين الأول، بسبب نقص الأموال التي قدرتها منظمة الأمم المتحدة حينها بـ 138 مليون دولار، ما يعني إمكانية تكرار المشهد نفسه نهاية الشهر الحالي في حال عدم تأمين الأموال اللازمة.
وكان لبنان قد تلقى إشعاراً من برنامج الغذاء العالمي في أيلول الماضي بالتوقف عن تقديم 13 دولاراً لكل نازح سوري للسبب نفسه، إلا أن ذلك لم يحصل حينها، علماً أن قيمة المساعدات الغذائية كانت قد انخفضت قبل شهر من الإشعار (وصلت إلى 13.5 دولارا)، وحصرت بالفئات الأكثر فقراً أيضاً. علماً أن الدول المانحة في قمة الكويت كانت قد أقرت تأمين المبالغ اللازمة التي تحتاجها الأمم المتحدة لاسيما في الأردن ولبنان اللذين يشهدان معدلات لجوء عالية مقارنة بأعداد سكان كل منهما.
من ناحيته، كشف التقرير الصادر عن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 23 كانون الأول الماضي، أن 90 في المئة من اللاجئين السوريين، لا يستطيعون توفير احتياجاتهم الضرورية وذلك بسبب تقلص مواردهم وصعوبة الحصول على عمل، وكذلك تقلص المساعدات الإنسانية. ما يعني أن الأزمة ستتفاقم أكثر في حال تم قطع المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج أيضاً.
كما أشار التقرير إلى أن ثلثي اللاجئين السوريين يعيشون “فقرا مدقعا” في لبنان. إذ يعيش نحو 70 في المئة من اللاجئين السوريين بـ 3.84 دولارا في اليوم، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالنسبة التي كانت في العام 2014 وهي 49 في المئة. وتضمن التقرير وصف حال الأطفال السوريين بأنهم يعيشون مأساة إلى حد لا يمكن تخيله، وذلك لأن الإحصاءات أظهرت أن ثلثي الأطفال ما دون الخمسة أعوام يحصلون على أقل من ثلاث وجبات في اليوم.
يأتي ذلك في وقت تشير إحصاءات برنامج الغذاء العالمي إلى أن أكثر من 795 مليون شخص في العالم يعانون في الوقت الراهن من نقص التغذية، ما يعني أن واحداً من بين ستة أشخاص تقريباً لا يحصل على الغذاء الكافي في العالم. ما يؤكد ضرورة إستمرار البرنامج في تقديم الحصص الغذائية لاسيما للاجئين السوريين الذين يعانون من نقص المساعدات الإنسانية والغذائية. ولكن يبقى الخوف من عدم تأمين الأموال اللازمة من الدول الكبرى.