Site icon IMLebanon

لبنان في عين الإرهاب؟!

تتوقف مصادر سياسية متابعة للوضع اللبناني بشقيه السياسي والامني عند ارتفاع منسوب الحذر ازاء التطورات الميدانية الاخيرة، لا سيما ما خلّفه قرار تخلية سبيل الوزير السابق ميشال سماحة أمس من لهب في الشارع اللبناني عموما والسنيّ في شكل خاص، حيث تُرجمت حركة الاعتراض والغضب مباشرة على الارض من خلال قطع الطرق ورفع اللافتات وتنفيذ الاعتصامات حتى في داخل سجن رومية الذي بدأ فيه الموقوفون الاسلاميون تحركاً مطالباً بالعفو العام واضراباً عن الطعام، والتلويح بخطوات تصعيدية لا يعلم أحد مداها.

ولعل ما يزيد الطين بلّة ويقلق المسؤولين السياسيين في موازاة الغضب الشعبي، كما تقول المصادر للوكالة “المركزية”، هو موقف القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز اثر زيارته وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اليوم الذي قال فيه “انّنا نتخوف على الوضع الامني في لبنان ولدينا قلق”، ذلك أنّ الولايات المتحدة الاميركية التي لطالما أكدت في مختلف بياناتها الخاصة بلبنان إن عبر سفارتها في بيروت او في زيارات بعض مسؤوليها اليه، أنّ لبنان في أمان واستقراره مصان وأمّنت مع سائر دول الغرب مظلة أمنية حمت ساحته من تداعيات الحرب السورية وأزمات المنطقة، تبلغ المسؤولين اللبنانيين قلقها على الامن والاستقرار بما يحمل هذا القلق من مؤشرات توجب اجراءات فورية تحصّن الداخل وتمنع امتداد اللهب الاقليمي اليه.

والى تداعيات قنبلة سماحة والقلق الاميركي، تشير المصادر الى المعلومات التي سربت أخيراً في شأن مخططات تفجير واستهدافات لبعض الشخصيات السياسية في مواقع المسؤولية، وتنقل عن مصادر امنية تأكيدها ارتفاع منسوب التحذيرات الدولية ازاء تهديدات لمراكز دبلوماسية ومنشآت تابعة لسفارات أجنبية عربية وغربية في لبنان ورفع مستوى التأهب والاجراءات الاحترازية في محيط المقار الرسمية والدبلوماسية ومواقع محددة قياسا على حجم المعلومات الواردة، الا انّ المصادر الامنية ما زالت تُدرج في حساباتها امكان ان يكون التركيز على بعض المواقع على انّها مستهدفة محاولة غادرة جديدة لاشاحة النظر والعين الامنية عن مواقع اخرى قد تُستهدف، وللغاية فانّ الاجهزة الامنية نفذت تدابير شاملة في المواقع الرسمية والدبلوماسية والمناطق كافة بما فيها تلك المكتظة سكانياً وفي الاسواق الشعبية وخصوصاً في المناطق الشيعية التي استهدفت في مراحل سابقة.

ولا تخفي المصادر الامنية استمرار وضع اللاجئين السوريين الذين يشكلون ثلث عدد سكان لبنان في دائرة الرصد والمراقبة الشديدة نسبة للخطر الذي يشكلونه وهو عبء أضيف على كاهل الاجهزة، كاشفة عن مداهمات يومية، حتى في عمق المناطق البعيدة نسبيا عن تجمعات النازحين. وتلفت الى انّ التحركات المفاجئة لمجموعات الحراك المدني كما حصل امس في وزارة البيئة تحمل الكثير من مؤشرات الخطر في بلد محاط بالنيران الاقليمية ومتوافرة فيه كل عناصر التفجير من الداخل.

بيد انّ المصادر الامنية تشدّد على انّ التنسيق الامني المحلي الواسع والتعاون وتبادل المعلومات مع اجهزة الاستخبارات الخارجية كفيلة الى حدّ بعيد في ابقاء الساحة اللبنانية مستقرة، الا انّ الاستقرار تلزمه حصانة سياسية يفترض توافرها من خلال اكتمال عقد السلطة وملء المواقع الشاغرة ورئاسة الجمهورية في مقدمها.