اشارت صحيفة “الأخبار” الى أن اتصالاً جرى أمس بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير المالية علي حسن خليل، أكّد فيها الاول عدم الاعتراض على أي بند من البنود المدرجة على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء أمس، لافتاً إلى ضرورة عدم اقتراح أي بند من خارج الجدول. وبالفعل، لم يناقش المجلس أي بند من خارج الجدول، علماً بأن بعض الوزراء كانوا ينتظرون إقرار بنود متصلة بالانتخابات البلدية. وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر وزارية أن أي فريق سياسي لم يطلب تأجيل الانتخابات البلدية. وبناءً على ذلك، “من المنطقي أن تُجرى في موعدها”. وأكّدت المصادر أن السلطة قادرة ــ من الناحيتين الأمنية والإدارية ــ على إجراء هذه الانتخابات.
صحيفة “النهار” كتبت أن لا مبرر إطلاقاً لتأجيل الإنتخابات البلدية والإختيارية، وليس لدى من يطلب إرجاءها ما يقوله للناس. الوضع الأمني؟ جيد جداً مقارنة بظروف سابقة حصلت فيها انتخابات وبأوضاع كل دول الجوار والعرب. الخوف من الفتنة؟ إنها نائمة بل مغشي عليها ولن تستيقظ ما دام الأطراف الحزبيون والمذهبيون حرصاء على الحكي والتحاور والتشاور بعضهم مع بعض.
في المواقف كان “تيار المستقبل” سباقاً أول من أمس إلى إعلان تأييده الإنتخابات البلدية في بيان كتلته النيابية الأسبوعي، ولا بد أن وزير الداخلية نهاد المشنوق أطلع الكتلة قبل أي أحد آخر على قضية الإنتخابات البلدية وما حولها.
حزب الكتائب كان رئيسه النائب سامي الجميّل منذ أشهر يحذّر في مجالسه من أي حديث عن إرجاء هذه الانتخابات حين يقترب موعدها ويحض أنصاره على الإستعداد للتحرك من أجل فرض إجرائها وخوضها حيث للحزب حضور.
حزب “القوات” كذلك يستحيل أن يقبل بانسحاب حال مجلس النواب على مجالس البلديات “ولو نزلت السما على الأرض”، بتعبير نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان لـ”النهار” في تشرين الثاني الماضي، مضيفاً: “سنخوض أكبر معركة سياسية وإعلامية لإسقاط أي تفكير في التمديد للبلديات والمختريات”.
وأضافت: “الواقع أن معلومات تتجمع لدى متابعي الموضوع عن رغبة لدى “حزب الله” تحديداً في إرجاء الإنتخابات البلدية بذريعة انتظار عبور سُحُب الإرهاب المتجمعة فوق المنطقة ومعها أجواء التشنج السياسي والمذهبي، وإلى أن ترسي تسوية ما ركائزها في سوريا من خلال مفاوضات جنيف وفيينا”.
يقول خصوم للحزب من بيئته إن انشغالاته الحربية المرهقة في الحرب السورية والكلفة الكبيرة التي تكبدها ويتكبدها هناك إضافة إلى أداء سيئ لبلديات محسوبة عليه في المناطق ذات الغالبية الشيعية، شمالاً وجنوباً وضاحية، ستفتح عليه أبواباً يفضل إبقاءها مغلقة في هذه المرحلة، فكيف إذا كانت الإنتخابات ستضطره إلى خوض مفاوضات وترتيبات مرهقة مع حليفته حركة “أمل”، المتطلعة دوماً إلى منافسته بما تيسر لها من إمكانات خدماتية، وأيضاً مع العائلات والعشائر التي يصعب ضبطها في بعض المناطق؟
ويتردد على نطاق واسع أن رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط غير متحمس للإنتخابات البلدية والإختيارية في الربيع هو أيضاً لأنها ستضطره إلى عقد عشرات وعشرات من اللقاءات والإجتماعات توصلاً إلى تفاهمات مرهقة في بعض البلدات والنواحي، ويعكس بعض المطلعين على الإهتمامات في البيئة الدرزية توجساً من احتمال تطبيق طرفي “إعلان النيات” نياتهما في منطقة الجبل، لكن المتابعين يؤكدون أن هذا الاحتمال غير وارد في سياق من التحدي على الإطلاق. “القوات” خصوصاً متمسكة بروح المصالحة في الجبل إلى الحد الأقصى.