رولان خاطر
باسم بشار الأسد… باسم علي المملوك وجميل السيّد وكل روّاد الإجرام في لبنان وسوريا… أطلق أنا… “محكمة التمييز العسكرية”… حريّة ميشال سماحة.
قانونياً، ميشال سماحة ليس بريئاً، نعرف ذلك، لكن في مفهوم “التمييز” العسكري، فإنّ ميشال سماحة… هو “رسول السلام”، وفي قاموس هذا القاضي “المتعجرف”، وذاك الضابط، سماحة “غاندي” لبنان، وعبد الناصر الجديد.
وإن طالبت بـ”الإصلاح والتغيير” في جسم هذه المحكمة الهجينة، فأنت كافر مرذول منبوذ…عليك ينزل “الحِرم”… الحرم الوطني والسياسي والطائفي والديني.
في قاموس “فرسان الأسد”، أشرف ريفي وسمير جعجع متآمران، خائنان، مجرمان بكامل المقاييس. فهما لم يساوما على الحقيقة، لم يرضيا بقتل مشايخ الطوائف والأديان، لم يناورا على حساب القضية، لم يكرها لبنان، لم يعدّا موائد الدم للبنانيين.
بالأمس، قتلت هذه المحكمة ومن ورائها العدالة خنقاً. أدّى اللبنانيون آخر صلاتهم على جثمان الحقيقة. دفنوا أملهم بدولة تقوم على قدر تضحيات أبنائها وشهدائها في جبانات ومدافن أولئك الزعماء والقادة والقضاة الذين يحتفلون بظلم الضعفاء، ويشربون دماء الأبرياء، ويتفنّنون في الرقص على مقابر العدالة.
بالأمس، قرار المحكمة العسكرية عرّى القانون من روحيته، وفتح ملف المحاكم الاستثنائية، التي تحقق وتحكم باسم السياسة والمصالح وليس باسم الشعب على الشعب. فتح شهية الاغتيالات وعودة عمليات القتل لدى من امتهنوا القتل مهنة ووسيلة وثقافة.
ما حصل بالأمس، هو أكثر من عار على جبين كل لبناني يحب وطنه، ويضحي في سبيل بقائه.
شكراً جميل السيّد، فمن فمك أدنت سماحة. ( ففي تغريدة له عبر “تويتر” الجمعة 15-1-2015 قال اللواء السيّد: “اليوم اكتمل الواجب الاخلاقي…، لكن سماحة خان ثقتي واخطأ بحقي حين رافقته من دمشق وهو يعلم ما كان يخفيه في سيارته، ومن اليوم وصاعدًأ كل في طريقه، انتهينا”.
أيها الأخوة، ميشال سماحة لم يصدّر من سوريا، من نظام الإجرام، تعاليم كونفوشيوس أو الأزهر، او المسيح، بل حمل متفجرات لقتل الأبرياء، وإشعال الفتنة في لبنان.
ميشال سماحة، لم يقتحم لبنان بتعاليم وتوجهات الأم تيريزا، بل بتعاليم واضحة لتفجير الأمل بلبنان الأرز، وبلبنان الدولة، وبلبنان الأمان والسلام والحرية.
ميشال سماحة، كما جميل السيّد، الذي رافقه في سيارته مدعياً أنه أخطأ بحقه، وكل منظومة الإجرام الممتدة من لبنان إلى سوريا فإيران، مكانهم خلف القضبان، وعلى حبال المشانق. والقضاة الذين ينتهكون قدسية العدالة يجب أن تُخنع رؤوسهم تحت سيف هذه العدالة.
نعم أيها السيّد والسادة… لكلِّ شيء وقته، ولكلِّ وقت حكمته، ووقتكم ربما لم يأت بعد، ولكن سيأتي حتماً، ليس لأننا نحلم بذلك، بل لأننا نؤمن بالذي خلق الأرض والسماوات، أنه يمهل ولا يهمل، وأن العدالة مهما بعدت، فهي ستتحقق، طالما هناك من يؤمن بحمل مشعالها حتى الشهادة.
من هنا، دعوة وطنية لكل قوى 14 آذار. أبعدوا خلافاتكم جانباً. لبنان أغلى من كل مكاسب ومناصب الأرض. أنتم من حملتهم لواء الدفاع عن الحقيقة ومشعال العدالة، لا تسمحوا بعد الآن بأن نحمل نعش تضحياتنا وآمالنا ونسير في مأتم العدالة إلى ما لا نهاية، حفاظاً على أمانة الشهداء وصوناً للأجيال المقبلة.