IMLebanon

8 آذار لعون: التفاهم مع “جعجع” له أثمان خطيرة

samir geagea

كتبت منال زعيتر في صحيفة “اللواء”: من السابق لأوانه وفقاً لقيادي بارز في 8 آذار الحديث عن الملف الرئاسي بالشكل المطروح حاليا، فلا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري رشح سليمان فرنجية رسميا، ولا رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع اعطى شيكا رئاسيا على بياض للجنرال ميشال عون، وعلى حد قوله، ثمة خيط رفيع بين التمنيات او حتى الوقائع، وبين الحقيقة التي تقول بأن حل الملف الرئاسي وفق اجندة فريقنا السياسي لا يقف عند حدود الاسماء فقط.

يبدو القيادي البارز جدا منزعجا من البازار السياسي الجنوني الذي اُدخل اليه عون وفرنجية بكل قواهما العقلية “من المعيب ان تفرق الكرسي بين حلفاء المحور الواحد”، الا انه استدرك هذه النقمة والاستياء بسؤال غاب عن بال كثيرين: من قال بأن فرنجية لن يصوت لعون في اللحظة المناسبة، او ان الجنرال لن يخلي الساحة الرئاسية لبيك بنشعي؟

صحيح ان قوى 8 آذار متململة من كيفية مقاربة كل من عون وفرنجية للملف الرئاسي، كما يؤكد القيادي، الا ان ما يزعجها اكثر هو نجاح ثنائي “الحريري – جعجع” في اختراق الساحة الرئاسية وإحراق ورقة الجنرال والبيك في مزايدات مشبوهة لإمرار انتخاب مرشح من طراز “جان عبيد او هنري الحلو”.

لا تناور هذه القوى، وفقا للقيادي البارز، حين تلمح بصراحة الى انها لا تتفهم الاسباب التي دفعت كل من الرابية وبنشعي لخوض هذه التجربة غير المحسوبة العواقب مع خصميهما، وتناسي ما حصل بالامس القريب حين تخلى الرئيس الحريري عن الجنرال بين ليلة وضحاها.

ولكن، يضيف القيادي، لربما ما يميز طريقة التعاطي بين اقطاب 8 آذار هو هامش حرية الحركة المتروك لكل منهم ولكن تحت سقف استراتيجي واحد، وعليه، لم يُجابه عون او فرنجية بالرفض حين طرحا في فترات زمنية متباعدة فكرة التقرب من الطرف الآخر لتجربة حظوظهما الرئاسية، ولكن كانت النصيحة “الحذر والتروي وعدم التسرّع” والتي على ما يبدو لم يأخذ بها اي منهما.

اليوم، وقع المحظور كما يقال، واصبح كل من عون وفرنجية يغني على ليلاه الرئاسي، ولكن زبدة الكلام ليست هنا بل في مكان آخر “ماذا ستفعل قوى 8 آذار وما هو موقفها الحقيقي اذا صدق جعجع والحريري”؟

بداية، ان موقف هذا الفريق من سيناريو “فرنجية – الحريري” بات معلوما، اما بالنسبة لما يقال ويحكى عن توجه جعجع لتقديم الرئاسة الى الجنرال فاننا والكلام للقيادي البارز جدا في 8 آذار نراقب عن كثب ما يجري، ولكننا لن نتدخل في هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد رغم ثقتنا بأن جعجع يناور، مستدركا كلامه بالقول “حتى لو صدق الحكيم فليس بالضرورة ان يتم انتخاب عون رئيسا للجمهورية لأن المسرحية الرئاسية قد تكون بإنزال الجنرال الى المجلس النيابي لتأمين النصاب اللازم لانتخاب الرئيس ومن ثم احراجه وتسمية غيره وإخراجه من اللعبة السياسية برمتها وليس الرئاسية فقط”.

 

ويلفت القيادي الى انه ليس بالامكان الا تحذير ميشال عون، فالتفاهم مع جعجع له اثمان خطيرة، قد تبدأ من تحويل معراب الى ممر الزامي لحل اية شاردة وواردة تتعلق بملف المسيحيين في لبنان ولا احد يعلم اين تنتهي.

ووفقا لمعلومات القيادي البارز جدا في 8 آذار، فانه من المبكر الخوض في لعبة التسويات الرئاسية “ما يهمنا اليوم هو الابقاء على خطوط التواصل مفتوحة بين اهل بيتنا السياسي، وتحصين الاصدقاء والحلفاء من المطبات الرئاسية التي تحاك لاغراض اخرى سياسية وامنية واقتصادية”.