يولي لبنان أهمية خاصة لموضوع مكافحة الإرهاب، في ظل الأولوية التي يحتلها إسلامياً ودولياً.
على صعيد التحالف الإسلامي لمكافحته، تؤكد مصادر ديبلوماسية أنّ لبنان لا يمكنه إلاّ أن يتعاون مع الدول لمكافحة الإرهاب، بشكل لا يمسّ سيادته واستقراره الداخلي. وهذا الموقف ينطبق ايضاً على التعاون مع التحالف الدولي لمكافحته، حيث التعاون قائم، وهو منخرط في العملية بكامل إرادته، والجيش والقوى الأمنية مستنفرون في هذا المجال. كما أنه يتجاوب مع طلبات الأميركيين والأوروبيين حول ذلك ضمن اطار القوانين اللبنانية، وحاجاته وقدراته على المساعدة ضمن اطار الجهود الدولية.
وتوضح المصادر أنّ السلطة التنفيذية هي المولجة ببحث تفاصيل الموقف اللبناني الذي رحّب بالتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. والمبدأ هو التضامن والموافقة، لكن البحث في مرحلة لاحقة هو في آلية التنفيذ. وهذه الآلية تقتضي إقرار الأمر بالتفاصيل، من قِبَل المرجعيات المسؤولة وفي مقدّمها مجلس الوزراء.
في تطبيق الآلية، تشير المصادر الى أنّه يفترض معرفة رأي الجيش اللبناني المسؤول عن معرفة الاستعدادات الحقيقية، لا سيما لناحية القدرات والتجهيزات والتدريبات. ولبنان لديه امكاناته الديبلوماسية في دعم التحالف الإسلامي، لكن جيشه يكفي لضبط الأمن في الداخل وعلى الحدود. فهناك مكافحة الإرهاب على تلك الحدود وضبط المناطق الملتهبة لا سيما في جرود عرسال ومخيم عين الحلوة.
وتكشف المصادر أنّ اتصالات ستجري من أجل استطلاع الموقف الإسلامي من تعريف الإرهاب، بحيث يتضح بالتحديد مَن هي الجهة المستهدفة وحيثيات الموضوع. وبالطبع ان أي قرار يتّخذه لبنان هو قرار سياسي، ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام أعطى موافقة مبدئية على تضامن لبنان مع الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب. من حق الرئيس، وفقاً للمصادر، أن يبدي مثل هذا الموقف لكن ترجمة المشاركة عبر رئاسة الأركان في الجيش أو قيادة الجيش تحتاج إلى دراسة فعلية. إذ يفترض قبل اتخاذ أي قرار من هذا النوع، أن يتم تعزيز امكانات الجيش بالعتاد والعدد، لأنّه يقوم حالياً وكما دائماً بأعمال مشرّفة ومحترفة في المجال الوطني، الأمر الذي يستوجب دعمه بصورة كاملة. فضلاً عن ذلك هناك ضرورة لتحديد الإرهاب وتعريفه. فمَن هم الإرهابيون الذين سيكافحهم التحالف؟
الموضوع في عنوانه العريض هدفه نبيل بالتأكيد، لكن المهم معرفة التفاصيل ومعالجة أوضاعها. لبنان جزء من عملية محاربة الإرهاب التي تقوم بها المجموعة الدولية سياسياً وديبلوماسياً ودولياً عبر اللقاءات التي تنعقد ويشارك فيها لبنان. وبالتالي هو يرى ان مكافحة الإرهاب يجب أن تتمتع بمعايير مطابقة للمعايير الدولية في هذا الشأن، وواقع قدرات قواه الأمنية والتي في الأساس تحتاج إلى المساعدة. ولبنان يشارك في التحالف الدولي، لكنه لا يقدم جيشاً ولا عتاداً، بل انها مسألة تنسيق معلوماتي. ويشعر لبنان أنّه ليس في مأمن عن الإرهاب لكنه في الوقت نفسه استطاع تحقيق إنجازات على هذا الصعيد، لذلك يرحب بكل تعاون لمكافحته.
الدول الأوروبية تعقد في لبنان اجتماعاً في 26 الجاري لاستطلاع حاجاته لمكافحة الإرهاب، والاتحاد الأوروبي لديه برنامج لمساعدة الجيش في هذا المجال في اطار المساعدة الأوروبية لكل الدول التي تتعاون لمكافحته.